الأخبارمجتمعمستجدات

عبد المولى المروري.. عندما يتوق مجرم هارب من العدالة إلى الحرية!

الخط :
إستمع للمقال

التحف عبد المولى المروري، الهارب إلى كندا على خلفية متابعته بجرائم نصب واحتيال، جبة المناضل الواعظ، مرة أخرى، من أجل اختلاق مفهوم جديد في النضال المزعوم، حاول من خلاله البحث عن ذاته بين واقعه كمجرم هارب من العدالة، وبين الرغبة التي تسكنه في تقديم نفسه كمناضل سياسي مضطهد!!.

وحضّ المروري “المناضلين” على صون حريتهم الشخصية وتفضليها على مخاطر النضال ونكساته المحتملة، وكأن لسان حاله يصدح عاليا “آش داني لشي نضال” حتى أضحيت فارا في أصقاع الأرض وأمصارها بعد بحبوحة العيش ورغده، متناسيا أن سبب نكسته ليس هو النضال أو المواقف السياسية، بل تماديه في أكل أموال الغير وسلبهم حقوقهم، مخفيا نزعته الإجرامية خلف جبة المحاماة تارة، وخلف نشاطه السياسوي تارة أخرى.

ولأن منطق عبد المولى المروري لا يستقيم ويقوم على الأباطيل، فقد نسي وهو يدعو إلى ربط النضال بنشر الوعي وصناعة رأي عام ناضج!! أن خلفيته الإيديولوجية الإسلاموية هي نفسها مبنية على تعطيل العقل والفكر الحر والركون لتوجيهات المرجعيات السياسية والالتزام بها دون نقاش أو انتقاد. فأين هو إذا الوعي والرأي الحر الذي ينادي به المروري؟ وهو ومن على شاكلته من “المداويخ” كانوا ولا يزالون غارقين في التبعية والطاعة العمياء.

فأي فكر هذا الذي يريد عبد المولى المروري نشره؟ وعن أي وعي عام يتحدث؟ وهو الذي لا يرى في النضال سوى مطية لاصطياد الفرص للخروج للشارع العام للصراخ كلما تعلق الأمر بقضايا تعاكس توجهات الدولة، شأنه في ذلك شأن جيل كامل من أشباهه الذين يأكلون غلة الدولة ويسبون ملتها في الخفاء والعلن. جيل لا مانع لديه في التحالف مع الشيطان شريطة أن يعاكس هذا الأخير توجهات بلدهم ومصالحه العليا.

وعوض الساحات والشوارع والقاعات وصفحات المواقع الافتراضية التي يعتبرها عبد المولى المروري فضاءات للنضال، نقول له بأن مكان النضال الحقيقي هو الهيئات المنتخبة والمؤسسات العمومية وجمعيات المجتمع المدني وحتى المقاولات الخاصة، القادرة على المزاوجة بين بناء الفكر والنقاش الفكري الرزين وبين تنفيذ سياسات عمومية ومشاريع ومبادرات تعود بالنفع المباشر على المواطن، أما التنظير والصراخ بالشارع فسهل ويسير ولا يستلزم أكثر من “قصوحية الوجه وشي شوية من النفاق”.

ولأن مفهوم المروري عن النضال قديم ومستمد من فترة الحرب الباردة والصراعات الإيديولوجية، فهو لا زال مصرا على استعمال مصطلحات وتعابير تؤكد أن هروبه لكندا وعيشه في فضاء عصري لم يغير شيئا من ديماغوجيته وتفكيره المتحجر، وإلا كيف له أن يعتبر للنضال نهاية وحيدة وهي الاصطدام مع الدولة؟ أليس هو نفسه وإخوانه المداويخ من مَارَسَ النضال على طريقتهم لسنوات ولم يمُس أحد حريتهم؟ ألم يصل رفاقه لأعلى المناصب في الدولة وأشرفوا على تدبير الشأن العام لعقد كامل من الزمن، دون أن يمسهم أحد أو يَحُد من حريتهم؟ باستثناء حالته هو شخصيا الذي اختار طوعا الفرار بعد تورطه في جرائم تندرج تحت طائلة الحق العام وليس النضال!!!!

و إمعانا في الديماغوجية والتخلف الفكري، كيف لمحام سابق ومستشار جماعي في حزب سياسي أن يتحدث، ونحن في سنة 2024، عن أقبية الشرطة وظلمات السجون!!! أليست هذه المقرات اليوم مفتوحة في وجه منظمات الأمم المتحدة وفعاليات المجتمع المدني والسياسي، بل إن بعض مقرات الشرطة أصبحت اليوم تستقبل زيارات أطفال يحلمون بحمل زي رجال الشرطة ويفتخرون به، في دلالة على أنسنة مقرات الأمن وانفتاحها الذي لا تراه سوداوية المروري ومن هم على عقيدة خلط الأوراق مثله.

ألم يتذكر عبد المولى المروري عندما زار زميله في الحزب المصطفى الرميد مقرات الشرطة، ومقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عندما كان رئيسا للجنة العدل والتشريع بالبرلمان أو عندما كان وزيرا للعدل والحريات؟ فهل ورد في تقرير زميله في الحزب وقتها ما يفيد تسخير مقرات الشرطة كأقبية خارج إطار القانون؟

وهل سمع عبد المولى المروري، وهو في ملاذ فراره بكندا، بأن أماكن الوضع تحت الحراسة النظرية أصبحت تستقبل مؤخرا، وبشكل متواتر، زيارات الهيئة الوطنية المعنية بمكافحة التعذيب، والهيئة الأممية المنبثقة من المساطر الخاصة للأمم المتحدة، ولم ترصد أي هيئة، سواء وطنية أو دولية، ما يتماهى مع هلوسات عبد المولى المروري وتحامله على المكتسبات الحقوقية لبلادنا.

وفي سياق متصل، وبما أن محيط المروري السياسي ومرجعيته النضالية تفتقر إلى القدوة والمثال، فلم يجد هذا الأخير من أمثلة للاستدلال على سبقية الحرية على النضال من منظوره الشخصي، سوى عبر الإتيان بأمثلة من الصحابة والشرفاء الأدارسة والأنبياء الذين “فروا” حماية لدينهم وفكرهم وقضاياهم المشروعة، متناسيا أن هروبه هو شخصيا كان لمصلحة خاصة ومنفعة مادية بعد استيلائه على مال الغير! والعرب دأبوا قديما على عدم جواز إفتاء العاهرة في الشرف، لكي لا نقول شيئا آخر عن ذمة الرجل وخلفيته النضالية المزعومة.

وليس المروري وحده من يعتبر نفسه مناضلا لمجرد أنه يُخربش بضع كلمات على حائطه الفيسبوكي، بل عديدون هم أشباه المناضلين ممن ابتلى الله بهم المغرب، وكثيرون هم من ينحصر دورهم في الانتقاد والتنظير وإلقاء الدروس حول النضال الافتراضي، وهي فئة لم تفهم بعد بأن النضال الحقيقي هو البناء والعمل والتفكير في مستقبل هذا الوطن، والغوص في الصعاب والمشاكل والتحديات والبحث عن حلول للأزمات، أما النقد والتنظير والمعارك الافتراضية فلا تحتاج سوى إلى تعبئة حساب أنترنيت وإطلاق لوحة المفاتيح علم عواهنها… “وجيب أفم وقول”!!!!!

وللمروري نقول: ليست الحرية أولى من النضال، ولكن النضال الجدي الباحث عن الإصلاح ونشر الوعي وبناء رأي عام يراعي مقومات الوطن وحماية مصالحه هو حرية في حق ذاته، ثم إن المناضل الرزين والعارف ببواطن الأمور وظاهرها، الملتزم بثوابت مجتمعه ورخاء إخوانه المواطنين، بعيدا عن أية أجندات خارجية أو داخلية هدامة، لا يمكن أن يخشى على حريته ما دام هدفه نبيل وسامي.. وما دام “ليس في كرشه العجينة مثلما هي أحشاء عبد المولى المروري”!!!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى