
يصول و يجول في مدينة الدار البيضاء نموذج من “البانضية” (شكرًا السي ابن كيران على المصطلح السياسي الجديد) من الذين يترجمون مدى تدني الحياة السياسية بالمغرب و يزكون مواقف حزب العدالة و التنمية حين يتحدثون عن الفساد، اسمه عبد الواحد النيش.
عبد الواحد، الذي منذ أن عاد إلى أرض الوطن قادما من إيطاليا حيث كان عاملا مكلفا بصيانة الآليات بإحدى المطابع و اشتغل بأمور أخرى تضمن الربح السريع وحصل بواسطتها على رأسمال “محترم”، فرض على مقربيه تسميته ب”وحيد”، لأن اسم عبد الواحد الذي أطلقه عليه أبوه محمد ابن ادريس الذي كان يشتغل مخزني وأمه كنزة بنت أحمد، لا يليق بالعصر، لأنه اسم “بَلْدي”.
قبل أن يصل النيش إلى إيطاليا، مر عبر ليبيا حيث اعتقل بها قبل أن يطلق سراحه و يكمل رحلته نحو بلد بيرلوسكوني.
وحيد النيش استثمر، من بين ما استثمر فيه، في قطاع الإنتاج التلفزي وأطلق موقعا إليكترونيا أول ما حاول فعله به هو ابتزاز مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة كي يرغمهم على منحه برامج تليفزيونية. و كانت النتيجة أن رفعت دار البريهي دعوى قضائية ضد عبد الواحد، عفوا، وحيد النيش.
قوة وحيد، الذي لا شك أنه سيمثل وحيدا أمام القضاء، كان يستمدها من حزب الأصالة و المعاصرة الذي كان ينتمي إليه و يلوح بورقته أمام كل من سولت له نفسه معارضته. و قد وصل إلى حد اللكم و الضرب في حق شباب حزب إلياس العماري خلال اجتماع سنة 2013.
ذلك أن عبد الواحد، عفوا، وحيد، أراد التدحرج في عالم السياسة عبر حزب التراكتور و الدخول إلى عالم الكبار و هو الحاصل على شهادة الباكالوريا ناقص عدة أعوام. ولكي يقوي من حظوظه وحضوره، ربط علاقات مع مسؤولين في الدولة يقول هو نفسه أنه يغدق عليهم مما آتته إيطاليا من أموال. ونسي أن العماري الثعلب، حارس دار حزب الجرار، “ما يديرها به حتى واحد”، و لو كان اسمه عبد الواحد!
بعد أن زكى النيش دخول حزب الأصالة و المعاصرة أحد المشتبه فيهم من تجار العشب الحلال في هولاندا وأوقفت السلطات في مراكش شاحنة من نوع “هامر” بداخلها مخدرات، قرر حزب إلياس العماري طرد عبر الواحد من الحزب، و هو قرار صائب و رسالة موجهة إلى خصوم ابن الريف الذين يتهمونه بدون دليل بالإتجار في المخدرات. أحيانا، أفعال إلياس العماري أكبر و أهم من أقواله، وقليل من ينتبه إلى ذلك.
حينها لجأ النيش إلى حزب زوجة رفيقه في دوزيم (2M) و فاز بمقعد مستشار جماعي، لكن و حسب آخر الأخبار، سرعان ما تدارك رئيس الحزب مسار هذا الشخص الذي يعد نموذجا في الفساد في الحياة السياسة وقرر عدم تزكية ترشيحه للانتخابات التشريعية المقبلة.
برلمان.كوم يعد قراءه بتتبع مسيرة هذا الشخص و آخرين يتخذون من العمل السياسي غطاء لهم في محاولة للتستر عن ماض أقل ما يقال عنه أنه غامض.
دقت سااااااعة الحقيقة!





