
برلمان
ما معنى داعش؟
داعش هو اختصار للاحرف الاولى ل “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. وهو تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويهدف أعضاؤه الى اعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة” حسب تصريحاتهم، كما يتخذ من العراق وسوريا حاليا مسرحا لعملياته، مع امال بالتوسع ضمن مناطق اخرى في المستقبل.
متى ظهر تنظيم “داعش”؟
هو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية،ملقب ب ” أبو دعاء “، و ” أبو بكر البغدادي”. والده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية. وهو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية حسب النهج السلفي.
بدأ البغدادي نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية فكانت نشاطاته الاولى بجامع الإمام أحمد بن حنبل،حيث أسس خلايا مسلحة صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية.
انشأ بعدها اول تنظيم اسماه “جيش اهل السنة والجماعة” بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
استهدف أبو بكر البغدادي في عدد كبير من العمليات والهجمات نواب عراقيين ورجال شرطة وجيش ومواطنين اتهموا بالكفر وخيانة القاعدة، كما تبنى الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدًة عمليات في العراق كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.
ماذا تفعل داعش في سوريا؟
بعد اندلاع الثورة السورية سنة 2011 أعلن البغدادي دخوله على خط المواجهات في سوريا، وانضمامه لباقي التنظيمات المعارضة المسلحة والمرتبطة بالضبط بالقاعدة كتنظيم “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي سرعان ما نمت قدرات جبهته لتصبح في غضون أشهر من أبرز الجماعات المسلحة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت تظهر بوادر علاقات بين النصرة والدولة الإسلامية في العراق.
لكن اعلان البغدادي في التاسع من ابريل عام 2013 في رسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، عن دمج فرع تنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، الهادفة لاسقاط نظام الاسد وتطبيق الشريعة، جعل أبو محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة) يعلن عن علاقته مع دولة العراق الاسلامية ونفيه شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بإعلان البغدادي عن إندماج التنظيمين، ليرفض اخيرا فكرة الاندماج على الرغم من العمليات المشتركة التي خاضتها ” النصرة وداعش مما اشعل فتيل حرب باردة ستدور فيما بعد بين التنظيمين على الأراضي السورية منذ إعلان البغدادي المتسرع.
داعش تساعد المسلحين بسوريا أم تعيق تحركهم؟
بعد رفض الجبهة لقرار الاندماج المتوقع بينها وبين داعش، لجأت الاخيرة الى استقطاب أتباع كانوا ضمن جبهة النصرة، وكان عددهم كبيرا وخاصة بمدينة حلب بعد إعلان البغدادي للدولة الإسلامية في العراق والشام. كما انضمت إليها فصائل كاملة منها مجلس شورى المجاهدين بقيادة أبو الأسير الذي عينته الدولة أميرا على حلب. كما انضم إلى “الدولة” مقاتلون سابقون في فصائل الجيش السوري الحر من عناصر حركات أحرار الشام والتوحيد وغيرها في حركة أضعفت صف الجبهة وهددت استقراره.
ثم تطورت التوترات بين داعش ومسلحي سوريا لتطال الجيش السوري الحر، الذي لم يتفق كذلك وتوجهات داعش وأهدافها، واختلف معها في كثير من الامور، الى ان وصلت الحال الى تكفير داعش لعناصر الجيش الحر واعتبار أي فصيل فيه من الكافرين، والارجح ان الخلاف كان حول أهداف مادية تتعلق بالنفط والمعابر الحدودية، وهذا ما بدا جلياً في أماكن الصراع في ريف حلب والحسكة.
وقد دارت المعارك بين الطرفين في إطار محاولات السيطرة على المناطق النفطية والآبار في الحسكة والرقة خصوصاً، وحول المعابر الحدودية مع تركيا خاصة كما حصل في إعزاز عند معبر باب السلامة أو كما حصل منذ مدة عند معبر باب الهوى.
كما أعلنت داعش حملتها العسكرية على الجيش الحر بعنوان “نفي الخبيث” حيث استهدفت معظم كتائبه، وقامت في وقت سابق باعتقال سرية تابعة لـ«كتائب الفاروق» في مدينة حلب بسبب مشكلة قديمة عند معركة معبر تل ابيض. كما قامت داعش في وقت سابق أيضا بإرسال سيارة مفخخة إلى مقر جماعة “أحفاد الرسول” في منطقة سكة القطار في الرقة، وقتل ما يقارب 40 عنصراً منهم. كما قامت “داعش” بتفجير سيارة في مركز تابع «للواء الله اكبر» في منطقة البوكمال أدت الى مقتل شقيق قائد اللواء.
الى جانب ذلك كله فقد اتهم الجيش الحر داعش بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف مقاره ومنشآته بما فيها مخازن الأسلحة التابعة له عند معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا.
ماذا تفعل داعش حاليا؟
داعش منشغلة حاليا في اشتباكاتها مع القوات العراقية و التجمعات الشيعية، وذلك بعد أن تمكن التنظيم من السيطرة على عدد من القرى، كما تقوم بحملات تصفية بالمئات لقضاة و عسكريين ورجال أمن، في محاولة للسيطرة على أهم مدن البلاد، كما أنها تقترب من السيطرة على العاصمة بغداد بعد دخولها لديالى والموصل والفلوجة ومدن اخرى.
من يمول داعش؟
تكاثرت الاراء المتضاربة حول ممولي داعش ومسددي فواتيرها الباهضة، الا ان عددا من المحللين يرون ان داعش تمول نفسها عبر سيطرتها على بعض الانابيب النفطية لأنها تقوم بتصدير نفط سوري مقابل ملايين الدولارات، أما عن الجهات الخارجية فإن الاستنتاجات غير متسقة الى نهاياتها سواء تعلق الامر بتمويلات من قطر او السعودية أو ايران أو الحركات الاسلامية التي يقاطع الكثيرون منها تنظيم داعش، كما تتبرأ القاعدة بدورها، فداعش تتقوقع على نفسها ولا تبقي على أي حليف من الشرق او الغرب او الشيعة او السنة.
من هم أفراد داعش؟
داعش تجمع أكثر من نصف مليون مقاتل، يتكوّنون من جنسيات عربية وإسلامية متفرقة , لكنّ أعداد المقاتلين العرب والمسلمين لا يتجاوزون بضعة مئات, ويشّكل العراقيون حسب مصادر عدة أكثر من 95% من مقاتلي هذا التنظيم , وجلّهم من ابناء العشائر في مناطق الغرب العراقي , كما إنّ جميع أعضاء هذا التنظيم هم من أبناء المذهب السنّي.
موقف العلماء من “داعش”؟
على خلفية ما ظهر من وحشية منتهجة من طرف تنظيم داعش نقلها المواطنون، او نشرها التنظيم على حساباته المتنوعة بمواقع التواصل صدر بيان للروابط العلمية والهيئات الاسلامية السورية يدين تنظيم داعش ويحرم الانضمام له.
رئيس رابطة علماء الشام الشيخ أسامة الرفاعي: أمراء ” داعش ” لا يخافون الله، الشيخ عبد العزيز الطريفي يفتي بعدم جواز الإنضمام تحت راية دولة البغدادي، الشيخ عدنان العرعور المساند للثورة السورية والداعم للحركات المسلحة بها ينتقد داعش ويقول : أصناف «داعش» ثلاثة : الأول التكفيريون الدمويون، والثاني الخبثاء المخترقون مثل أجهزة الاستخبارات، والثالث أغرار. عبدالعزيز الفوزان:
داعش جماعة مارقة مجرمة وتنظيم خارجي. الشيخ محمد المنجد: يجب انسحاب كل مسلم منها وعدم الانضمام اليها، الشيخ عبد الكريم بكار: التقيت بعدد من طلاب العلم وفقهاء قادمين من سوريا ما سمعت منهم سوى ذكر مخازي داعش وجرائمها، انهم جماعة من البسطاء يحاولون تسيير ملفات خطيرة وعميقة.
مستقبل داعش؟
يقول الدكتور عبد الرحمن الحبيب: “غاية ما يمكن أن يصل إليه هذا التنظيم هو التخريب والتدمير، وليس صدفة أن تكون العملة النقدية التي يُذكر أن داعش أصدرتها يظهر فيها صورة تفجير 11 سبتمبر بنيويورك، فتلك هي المهمة الأساسية التي يتقنها. وليس صدفة أن هذا التنظيم سرعان ما بدأ في تطبيق أقسى العقوبات على الناس في المناطق التي يسيطر عليها قبل أن يحاول أن يبني ما يهدمه. مما يجعل الناس الذين تحت سيطرة داعش يمقتونها فيما لا يزال من يؤيدها من أناس ودعاة متشددين بعيدين عن إدراك عواقب ممارسات داعش الوحشية، وما زالوا يتعاطفون معها ويمدونها بالشباب الغر والمال”.
“يبدو أن فشل داعش حتمي وهي مسألة وقت لن يطول، فداعش تأتي من حالة فشل ذريع وستذهب إلى ذات الحالة. إلا أن ذلك لا يعني أن داعش ليست خطيرة، فهي لا تزال تمتلك قدرة تخريبية يصعب تقديرها، ليس على المستوى الميداني فحسب بل أيضاً على المستوى الفكري في تغذية التطرف وزيادة الاحتقان الفئوي وتأجيج المسألة الطائفية”.





