الأخبارخارج الحدودمستجدات

عصابة البوليساريو تعرقل دورية تابعة للمينورسو في منطقة أغوينيت

الخط :
إستمع للمقال

أورد تقرير صادر عن معهد الآفاق الجيوسياسية، أن دورية مراقبة تابعة لبعثة الأمم المتحدة (المينورسو) تعرضت صباح أمس الإثنين حوالي الساعة التاسعة لاعتراض من قبل عناصر جبهة البوليساريو في منطقة أغوينيت، وقد اضطرت الدورية إلى التراجع بعد سماع طلقات نارية ومواجهتها لحاجز مكون من أربعة مركبات تابعة للجبهة الانفصالية.

وبحسب ذات المصدر، تقع أغوينيت في موقع جيواستراتيجي بالغ الأهمية، بالقرب من الحدود مع موريتانيا، وتقع شرق الجدار الأمني المغربي، وهي نقطة تعتبر مركز عبور أساسي للتنقل بين المناطق التي تسيطر عليها الجبهة، وكذا ممرا محتملا نحو الأراضي الموريتانية المجاورة، حيث تمر عبرها مسارات تُستخدم غالبا في التنقلات العسكرية واللوجستيكية.

وفي هذا السياق، سجّل التقرير أن الدورية الأممية، المؤلفة من مركبتين رباعيتي الدفع وشاحنتين لوجيستيتين، كانت بصدد تنفيذ مهمة مراقبة روتينية. لكن حسب المعطيات المتوفرة، سمع أفرادها طلقات نارية قبل أن يعترض طريقهم حاجز مشكّل من أربع مركبات تابعة للبوليساريو، ما اعتُبر بمثابة محاولة مدروسة لتعطيل مهام المراقبة الدولية في تلك النقطة الحساسة.

وأكد المعهد، أنه وفقا لتحليل خبير عسكري مطلع على الوضع في المنطقة فإن ما حدث في أغوينيت يعكس بوضوح مسعى البوليساريو إلى فرض منطقة عسكرية مغلقة شرق الجدار، بعيدا عن أعين المجتمع الدولي، وذلك في مواقع استراتيجية تمثل مفاتيح تحكم في الحركة والتنقل.

وتندرج هذه الواقعة وفق ذات المصدر، ضمن سلسلة من المضايقات الممنهجة ضد بعثة المينورسو، حيث في 6 أبريل، تعرضت دورية أخرى لهجوم في منطقة تفاريتي شمالا، كما أشار تقرير للممثل الخاص للأمين العام، ألكسندر إيفانكو، إلى وجود عرقلة متكررة من جانب البوليساريو، تشمل رفض التعاون في التحقيقات، وغياب التنسيق بشأن مواقع الحوادث.

وأوضح ذات المصدر، أن هذه الاستراتيجية تتطابق مع سلوك مماثل خلال حادثة المحبس في نونبر 2024، حين سقطت صواريخ ثقيلة قرب سوق شعبي أثناء احتفالات بذكرى المسيرة الخضراء. كما أن الحادث يتزامن مع مراجعة مجلس الأمن لصلاحيات المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، حيث أضحى التركيز موجها نحو تنفيذ خطة الحكم الذاتي المغربية، بعد تراجع سيناريو الاستفتاء. ومع تحول مهمة المينورسو تدريجيا إلى دور مرافق لتطبيق مشروع الحكم الذاتي، يُفهم السلوك العدائي المتكرر للبوليساريو، مثل منع الدوريات في أغوينيت، كمحاولة لخلق “مناطق محرّمة” على المجتمع الدولي، في لحظة حاسمة من مسار النزاع المفتعل.

وبحسب ما جاء في تقرير معهد الآفاق الجيوسياسية، الحادث مرشّح لأن يثير تحركات دبلوماسية منسقة، خاصة من طرف مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية (فرنسا، روسيا، إسبانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة). ففرنسا التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن قد تتحرك بشكل نشط، فيما قد تعتبر واشنطن الواقعة دافعا جديدا لتسريع الحل القائم على الحكم الذاتي، خصوصا بعد تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو التي جدّد فيها دعم الولايات المتحدة لهذا الخيار.

واختتم التقرير، بأن هذه التطورات تتزامن مع استعدادات المغرب للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ما يضيف بعدا رمزيا لمسار الحل، حيث قد تُستثمر هذه الحوادث لتسريع الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ضمن صيغة حكم ذاتي تحت السيادة المغربية تضمن الاستقرار والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى