
نجح علماء، في خطوة وُصفت بأنها تحول نوعي في تاريخ التكنولوجيا، في إجراء أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين عملاقين يعملان بالحوسبة الكمية، مستخدمين ظاهرة “التشابك الكمي” التي حيّرت العلماء لعقود، ويُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه عالميا، حيث تم نقل المعلومات من دون الحاجة إلى كابلات أو ألياف ضوئية، وهو ما وصفه الخبراء بأنه تمهيد لمستقبل تتغيّر فيه أسس الاتصال الحديثة.
بعكس المفهوم السينمائي للنقل الآني، لا يتعلق الأمر بنقل الأجسام المادية، بل بنقل “الكيوبتات” أو المعلومات الكمية، بين جهازين كموميين، إذ استخدم فريق البحث في جامعة أكسفورد تقنية متقدمة تُعرف بـ”مصيدة الأيونات”، حيث تم توجيه الليزر بدقة إلى أيونات معلّقة ضمن مجال كهرومغناطيسي، مما سمح بالتحكم بحالاتها الكمومية وإحداث عملية التشابك اللازمة لنقل المعلومات.
ويمثل هذا التقدم ثورة محتملة في عالم الاتصالات، إذ يمكن بفضله نقل البيانات الكمية بين الأجهزة بشكل لحظي، من دون تأخير أو فقد في المعلومات، كما تشير تقارير علمية إلى أن هذا النوع من الاتصال سيُمكّن من إنشاء شبكات كمومية فائقة السرعة، آمنة ضد الاختراق، ويمكن استخدامها في المجالات الحساسة مثل الاتصالات الحكومية والرعاية الصحية.
كما يُعتبر هذا الإنجاز دليلا على أن الحوسبة الكمية، رغم كونها لا تزال في بداياتها، بدأت تبرهن على قدراتها الفريدة مقارنة بالحوسبة الكلاسيكية، ومع تطور هذه التكنولوجيا، قد لا يحتاج العالم مستقبلا إلى البنية التحتية التقليدية المعتمدة على الأسلاك لنقل البيانات.