اخبار المغربمجتمعمستجدات

عمر الراضي من متخابر مع الأجنبي إلى مُشِيد بالعنف

الخط :
إستمع للمقال

في الوقت التي كانت فيه أصوات العقل وحب الوطن والبحث عن مصلحته تعلوا منددة بأعمال التخريب والعنف الممنهج ضد أملاك المواطنين وأرزاقهم وضد عناصر القوات العمومية ومقراتها، قرر عمر الراضي أن يرفع مرة أخرى من إيقاع حقده الأعمى وعدائه للمغرب، ملتحفا بصفة المشيد بالعنف والمبشر لمرتكبيه بالجزاء والثواب في مداخلة مصورة عبر “هوامش” الرفيقة هاجر الريسوني.

وفي شطحته الافتراضية هذه، تظاهر عمر الراضي في البداية بالحرص على مصلحة المواطن المغربي مستغلا مأساة النساء الحوامل اللواتي توفين أثناء وضعهن بمدينة أكادير، حيث أتى على ذكرهن بطريقة سمجة، موهما سكان المواقع الافتراضية بأنه يتضامن مع مطالب إصلاح التعليم والصحة، والحال أنه كان يتحين الفرصة في الحقيقة ليقفز إلى مبتغاه في خلط الأوراق والتدليس على واقع الأحداث.

ولمن يشكك في حربائية هذا الخائن، ليس عليه إلا أن يواصل مشاهدة مداخلة عمر الراضي خلال هذا البرنامج، فهو لم ينتظر كثيرا في تمثيل دور التضامن مع المواطن والتباكي على حقوقه، ليسارع إلى نفث سمومه في تصريح مستفز اعتبر فيه أن مهاجمي مقر فرقة الدرك الملكي بالقليعة “شهداء”، لم يبق لعمر الراضي إلا أن يطلب تخليد ذكراهم بنصب في الساحات العمومية.

ومن المؤسف حقا، أن يتاجر عمر الراضي “في أوقات خلوته غير الشرعية” بمأساة انحراف مجموعة من الشباب لدرجة عدم تقديرهم لخطورة الهجوم على مقر للدرك الملكي يعتبر تنظيميا ثكنة عسكرية، بل ويبحث عن تبرير هذا الفعل وتخليد ذكرى مقترفيه، متناسيا أن حدثا مثل هذا لو تطور، لقدر الله، لكان سببا في خراب قد يأتي على الأخضر واليابس وينشر الفوضى في المغرب ويحل أموال وأنفس المواطنين غنيمة أمام المخربين…. إذا لم يكن هذا هو ذاته ما يتمناه عمر الراضي لبلده.

وإلا كيف يمكن لعاقل أن يفسر تسمية مخربين بالشهداء، في وقت شاهد الجميع بالصوت والصورة تدميرهم للممتلكات العامة والخاصة وسرقتهم للأبناك ووكالات تحويل الأموال، ومحاولتهم اقتحام ثكنة عسكرية تضم مخازن أسلحة. وكيف يمكن له اعتبار من رشق سائق سيارة للشرطة بالحجارة إلى الحد الذي فقد معه السائق التحكم وصدم مخربين آخرين بالضحايا، إلا إذا كان فعلا قد فقد الإحساس بالانتماء لهذا المغرب وأصبح يرى في صور العنف والتخريب ما يشبع رغبته في الانتقام منه.

ولم يقتصر عمر الراضي على استحضار قتلى حادثة اقتحام مقر الدرك الملكي بأوصاف الشهادة، بل تمادى في شرعنة العنف في حق عناصر القوات العمومية الموكلين بإنفاذ القانون بوصفهم ب “البلطجية” في استحضار لصورة الفوضى التي يحب أن يراها في وطنه..وهنا بالضبط جاءه الجواب من عمق الشارع المغربي عموما والشباب من الجيل Z على وجه الخصوص، الذين أبوا إلا أن يعبروا عن شكرهم وتقديمهم لعناصر القوات العمومية، عرفانا منهم بالتضحيات والتفاني ونكران الذات في صيانة الأمن، بعيدا عن أنانية السياسي والنقابي و”المصلحجي” على شاكلة الراضي ومن يغرد على وتره.

وبين ما يتمناه من أحلام الخراب وبين ما يستفيق عليه من ضياع هذا الوهم أمام صلابة الدولة ووعي مجتمع الشباب المغربي وإيمانه بوطنه، يواصل عمر الراضي عيش حياة التيه الافتراضي مع باقي زملائه من جوقة العدميين، الذين يرون في صوت الشباب المغربي إيذانا بتمرد عظيم وشتات لأركان الدولة، وترى فيه الأغلبية المتبصرة تمرينا ديموقراطيا وجب تأطيره ليضع لبنة أخرى في بناء دولة قوية عصرية تليق بمملكة الأربعة عشرة قرنا.

ولعل هذا الضياع الفكري والعقائدي هو السبب الذي ربما يدفع عمر الراضي والريسوني والجامعي ومن هم على شاكلتهم، في العديد من المناسبات المتفرقة، لنشر “تدوينات البقاء ومقاومة الموت المادي والسيبراني”، مستغلين فيها قضايا الناس وحراكاتهم الاجتماعية والاقتصادية، من أجر نثر غبار الشرود والنسيان الذي يعيشون فيه… بعيدا عن الحركية الإيجابية التي يعيشها الشارع المغربي على العموم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى