عودة الدبلوماسية المغربية للعراق بعد 18 سنة.. محلل يرصد خلفيات زيارة بوريطة لبغداد وفتح سفارة المملكة – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

9:03 - 31 يناير 2023

عودة الدبلوماسية المغربية للعراق بعد 18 سنة.. محلل يرصد خلفيات زيارة بوريطة لبغداد وفتح سفارة المملكة

برلمان. كوم - عماد اشنيول

افتتح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مرفوقا بنظيره العراقي، سفارة الرباط ببغداد يوم أول أمس السبت، بعد 18 سنة من إغلاقها بسبب عدم الاستقرار والوضع الأمني في البلاد.

وعقب ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين خلال مؤتمر صحفي عقده رفقة بوريطة، أن “إعادة فتح المغرب سفارته في العراق، يتناسب مع حجم العلاقات التاريخية بين البلدين”، مجددا في سياق ثان تأكيد بلاده على موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

ومن جانبه، قال بوريطة، ضمن كلمته، إن إعادة افتتاح السفارة بعد 18 عاما من الإغلاق إشارة قوية توضح ثقة المغرب في العراق الجديد واستقراره والمسار الإيجابي الذي سلكه، واصفا زيارته إلى العراق بأنها “تاريخية لكونها أول زيارة لوزير خارجية مغربي ومسؤول حكومي منذ مدة طويلة”.

وبخصوص هذا الموضوع، أكد محمد بودن، المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات والمؤسساتية، أن ”زيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة لبغداد ولقائه بالمسؤولين العراقيين، وإعادة فتح السفارة المغربية بالعراق بعد 18 سنة على إغلاقها سيكون له أثر إيجابي على نمو العلاقات بين البلدين واستعادة زخم العلاقات الأخوية بين الشعبين والروابط التاريخية والحضارية بين البلدين”.

واعتبر بودن، ضمن تصريح لـ”برلمان.كوم”، أن فتح السفارة المغربية بالعراق من شأنه “تعزيز التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق التي لم تتمركز فيها تمثيليات دبلوماسية عربية بانتظام منذ سنوات”، بسبب الحرب وانفلات الوضع الأمني بالبلاد.

وذكر المحلل، أن “هذه الخطوة تم التأسيس لها منذ فترة، وتنطوي على قراءة مغربية فاحصة للتطورات الجيوسياسية الإقليمية والدولية”، مشيرا إلى أنها تأتي في سياق يعرف قيادة عراقية جديدة وتوجيه عدد من البلدان الغربية لأنظارها نحو بغداد من منطلق “اقتصادي – طاقي”.

وتابع بودن: ”وبالتالي مع وضع العراق الجديد وتطور الظروف وتحسن مؤشرات الاستقرار السياسي والأمني في البلاد واحتضان دورة (خليجي) الكروية في البصرة مؤخرا، فقد حان الوقت لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها”.

وبحسب المتحدث، ستمثل السفارة المغربية في العراق ميزة ومنطلقا للأنشطة الاستثمارية في المجالات السياحية والطاقية والصناعية علاوة على تعزيز التعاون الأمني والقضائي بين البلدين، إلى جانب تفعيل مختلف الآليات المشتركة وتحيين الإطار القانوني ومذكرات التفاهم بين المغرب والعراق”.

وفي سياق ثان، أبرز رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات والمؤسساتية، أن الموقف العراقي الثابت بخصوص سيادة المغرب على صحرائه منذ المشاركة العراقية في المسيرة الخضراء سنة 1975، يعتبر ضمانة أساسية لازدهار العلاقات بين البلدين”، مضيفا: ”أتصور أن زيادة التنسيق بين البلدين من شأنه المساعدة على تعزيز التحالف الدولي ضد الإرهاب والتصدي للتدخلات الضارة لبعض الأطراف الإقليمية في السيادة الداخلية للبلدان”.

وخلص بودن، في حديثه للموقع، إلى أنه ”مما لاشك فيه أن مستقبل العراق سيكون واعدا باعتباره جزءا أساسيا من البحث عن الحلول المشتركة واضطلاعه بدور المساهمة في تطوير بيئة آمنة في محيطه الإقليمي”.

وكان المغرب قد أغلق سفارة المملكة في بغداد عام 2005 وانتقلت إلى عمان، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، حيث شهدت هذه البلاد على نحو قرابة عقدين صراعات عسكرية وسياسية بعد غزو الولايات المتحدة الذي أطاح بنظام صدام حسين عام 2003، وكذا نشاط تنظيم ”داعش” الإرهابي.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *