اخبار المغربمجتمعمستجدات

عيد الفطر في المغرب.. تشبث بالتقاليد في زمن الحداثة والتغيير.. فرحة متجددة وعادات أصيلة عصية على القرصنة

الخط :
إستمع للمقال

يحلّ عيد الفطر بالمغرب محمّلاً بنفحات الفرح والتقاليد العريقة التي توارثها المغاربة جيلاً بعد جيل، ليظل هذا اليوم مناسبة خاصة تعكس عمق الروابط العائلية والمجتمعية، وتجسّد روح التآخي والتراحم التي تميز المجتمع المغربي الذي يجمع بين الأصالة والتقاليد العريقة. ورغم التطور التكنولوجي وثورة الذكاء الاصطناعي، يظل المغاربة متشبثين بعاداتهم المتوارثة، في مشهد يُبرز تفرّد الهوية المغربية التي صمدت أمام الزمن.

فمع أولى ساعات صباح يوم العيد، تكتسي الشوارع والمنازل حلة بهيجة، حيث يحرص المغاربة، صغاراً وكباراً، على ارتداء الملابس التقليدية الجديدة، سواء “الجلباب” و”القفطان” للرجال والنساء، أو “الجبادور” و”الدراعية” للأطفال، في مشهد يعكس التمسك بالهوية المغربية الأصيلة.

وبعد أداء صلاة العيد في المصليات التي تعجّ بالمصلين، يعود الجميع إلى المنازل لتبادل التهاني وصلة الرحم، وهي من أبرز العادات التي لا تزال راسخة في وجدان المغاربة. إذ تجتمع العائلات في بيت الجد والجدة، حيث تُمد الموائد العامرة بأشهى الحلويات والمأكولات التقليدية، من “كعب الغزال” و”الشباكية” إلى “المسمن” و”البغرير”، إلى جانب أكواب الشاي المغربي المنعنع.

ولا يكتمل العيد دون توزيع “العيدية”، حيث يفرح الأطفال بالهدايا والمبالغ الرمزية التي يقدمها الكبار، وهو تقليد يزيد من بهجة المناسبة. كما يستغل الكثيرون هذه الفرصة لزيارة الأصدقاء والأقارب، وتجديد أواصر المحبة والتسامح.

ورغم تطور الحياة، يظل المغاربة أوفياء لهذه العادات، في تميّز يجعل عيد الفطر في المغرب أكثر من مجرد احتفال ديني، بل مناسبة اجتماعية بامتياز، تعكس غنى التراث المغربي وروح التضامن التي تُميّز هذا الشعب عن غيره.

ورغم المحاولات المستمرة لبعض الجهات لطمس هذه العادات أو الاستيلاء عليها ونسبها إليها، تبقى التقاليد المغربية عصية على القرصنة، إذ يمتد عمر المغرب لقرون ضاربة في عمق التاريخ، وليس مجرد كيان مستحدث أوجده الاستعمار. فالمغرب، بتاريخه العريق وحضارته المتجذرة، يظل حصنًا منيعًا ضد محاولات طمس هويته أو تحريف موروثه الثقافي.

هكذا يبقى عيد الفطر في المغرب أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل هو رمزٌ للأصالة والهوية، يثبت أن المغاربة، رغم انفتاحهم على العالم، ما زالوا أوفياء لجذورهم، في احتفال يُميّزهم عن سائر الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى