فرانس 24 تكشف تناقضات ماكرون ومزاعم دبلوماسيته – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

14:47 - 9 مارس 2023

فرانس 24 تكشف تناقضات ماكرون ومزاعم دبلوماسيته

برلمان.كوم - بقلم ابو علي

لم يسبق أن كانت فرنسا كاذبة راجفة مثلما هي اليوم. ولم يسجل في تاريخ فرنسا المعاصر أن كانت منافقة متناقضة تواري مواقفها الرسمية في العلن، وتكشف عنها بالوكالة في قنواتها العمومية التي ألفت الكذب والفرية والبهتان على مدار الساعة.

فقبل سفرياته الفاشلة لدول غرب ووسط إفريقيا الأربعة، ادعى الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في خطابه المذاع من قصر الإليزيه بأن “علاقاته الشخصية مع العاهل المغربي جيدة وستستمر على نفس النحو”، وبعدها بوقت قصير زعمت وزيرته في الخارجية كاترين كولونا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، بأن “حكومة بلادها ملتزمة بممارسة التهدئة مع المغرب”، مبشرة بعلاقات قنصلية جيدة مع المملكة المغربية.
ولم تمض سوى أيام معدودات على هذه التصريحات المتدثرة بالإفك الدبلوماسي والمفعمة بالتدجين الفرنسي، حتى كشف إمانويل ماكرون ووزيرة خارجيته عن “تباشير التهدئة التي قالوا أنهم ملتزمون بها”، وعن “العلاقات الطيبة التي بشروا باستمرارها وتوطيدها مع المغرب”!.

لقد أوعز الفرنسيون إلى قناتهم العمومية الرسمية، التي تضج بالكذب 24 ساعة في اليوم، نسبة إلى اسمها فرانس 24، لكي تنشر تقريرا ملغوما يعادي الوحدة الترابية للمغرب، يستوحي مادته من محبرة المستعمر الغاشم، ويتقاطع في مقاصده مع شرذمة الانفصاليين ومن يقف وراءهم في الجزائر، التي تتشدق بأسطوانة تقرير المصير وهي التي تجثم على شعبها الأجدر بالتحرر واختيار مصيره الدامس.

ولأن فرنسا ماكرون دأبت على الخديعة والمكر والجبن، فقد آثرت أن تسند لقناتها الناطقة بالإسبانية مهمة نشر تقرير معادي للوحدة الترابية للمغرب، في محاولة لخلط الأوراق وتصريف النقاش إلى سكان أمريكا اللاتينية، التي يجري فيها المغرب مساعي حثيثة لإرساء الثقة مع الشركاء اللاتينيين، وتثبيت خطاب الوحدة الترابية في هذه الأمصار البعيدة، وعقد شراكات استراتيجية معها لضمان الأمن الغذائي في هذه البلدان.

ففرنسا الكاذبة الخادعة باتت تنثر الود المزعوم في خطابات مسؤوليها الرسميين، بينما تنشر السموم والأخبار التدليسية في قنواتها العمومية التي تتحكم في خطها التحريري! والأفظع من كل ذلك، أن فرنسا ماكرون لم تقتصر على “التقلاز من تحت الجلابة” للمغرب، بل أوغلت في رغبتها في “إثخان الجروح”، عندما حاولت نسف مساعي المغرب في أمريكا اللاتينية من خلال نشر تقرير كاذب ناطق بالإسبانية.

ولم يكن غريبا هذا التصرف من جانب فرنسا ماكرون، فهي لا تتجاسر على الوضوح في المواقف وفي القرارات، وإنما تهوى لعبة خلط الأوراق والاختباء وراء مزاعم التفريق بين “فرنسا الحكومة وفرنسا الصحافة”! ألم يدفع بهذا الطرح المفترض إمانويل ماكرون عندما انتقد رئيس الكونغو الديموقراطية بشدة موقف فرنسا مما تسميه “التوافقات الافريقية في الانتخابات الرئاسية”.

والدليل على انتهاج فرنسا لهذا النوع من التناقض في المواقف وتهريب النقاش بعيدا عن نطاقه الواقعي، هو ما قامت به فرنسا مؤخرا عندما أوعزت لسفارتها بإيرلندا لنشر إعلانات تشهيرية تتعلق بنقاش مخدوم يهم قضايا المغرب! بينما كان سفيرها في المغرب يستجدي الزيارات ويتوسل التقاط الصور مع مسؤولين مغاربة بالرباط، ليقول للعالم وهو يعلم حقيقة كذبه “بأن علاقاتنا مع المغرب جيدة كما يزعم ساكن قصر الإليزيه”.

فهذا التناقض الصارخ في المواقف جعل السفارة الفرنسية بإيرلندا في حالة شرود وهي تهاجم المغرب بطريقة غير مباشرة في أرض غير معنية نهائيا بالنقاش، كما وضع السفير الفرنسي في موقف لا يحسد عليه، بعدما تحول إلى “سفير متحول” مهمته هي الطواف على مكاتب والي بنك المغرب ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لالتقاط صور المجاملة التي لا تصلح سوى للنشر في مواقع التواصل الاجتماعي.

فمن المؤسف حقا أن تبلغ فرنسا هذا المستوى من الإسفاف والابتذال والانحدار، وأن تكون غير قادرة على المجاهرة بقول ما تلوكه سرا بلسان قنواتها الرسمية التي تصدح بالكذب والتدليس على مدار الساعة. ومن المخزي كذلك أن تنشر فرنسا تقارير إعلامية معادية لقضية المغاربة الأولى، بخلفية ابتزازية تبحث عن نصيب لها من الاستثمارات الأجنبية في منطقة الصحراء المغربية!

فقد بدا واضحا مقصد الاستجداء الفرنسي المدسوس في حلة الابتزاز، عندما أومأت فرانس 24، ومن خلفها فرنسا ماكرون، إلى الاستثمارات الألمانية والاسبانية في الأقاليم الجنوبية للمملكة! وكأنها تحاول أن تقول للمغرب إن فرنسا هي الأحق بهذه الاستثمارات في زمن الإضراب العام الذي يهدد السلم الاجتماعي الفرنسي.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *