"فرانس 24"  والأوهام المؤسِّسة لدعم الانفصال.. – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

13:46 - 17 يناير 2023

“فرانس 24”  والأوهام المؤسِّسة لدعم الانفصال..

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

لا يشكِّل انعقاد الموتمر 16 للبوليساريو حدثا، لا من زاوية شؤونه الداخلية ولا من جهة رهانات الدولة الحاضنة، إلا بما قد يخلفه من سقوط أقنعة وما يكشف عنه من نوايا تسكن عقول الباطن العدواني للإعلام الفرنسي. 

فقد كان الموتمر مناسبة فعلا لكي تبث قناة “فرانس 24” سمومها وتتعمم الأباطيل، وتفتح المجال للخلط، في برنامج “السؤال الذي يغيض La question qui fâche”.

أولا: بنت صاحبة البرنامج «ماريون غودان» تقديمه على مُسلَّمات مغلوطة، تكشف العجز البين في توضيح الأمور كما جرت، فهي تتحدث عن المؤتمر الانفصالي، على أساس أنه حركة تعبر عن «شعب صحراوي»، ولم تتردد في استعمال هذا التعبير وما يستتبعه من حديث عن تحرير «أرضه»!..

وتحدثت عن تقرير المصير كمطلب للانفصاليين، في الوقت الذي يعرف الجميع ممن يحسنون الحديث عن الملف عن دراية وعلم بأن تقرير المصير أراده المغرب في ستينيات القرن الماضي عند وضعه الملف بين يدي اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، في سياق نضاله لتحرير الأقاليم الجنوبية..

والذين يستندون إلى القرارين  1514، و1541 في الدفاع عن تقرير المصير، يتجاهلون عمدا وعن سبق إصرار وترصد بأن المغرب كان من صانعي هذا القرار، وانتخب من طرف الأمم المتحدة ضمن لجنة من ستة دول صاغت القرارين، بل الأكثر من ذلك أن المقترحات المغربية التي قدمت من لدن الحكومة المغربية إلى الأمين العام يوم 14 ماي 1960، قد تم تبنيها جملة وتفصيلا كما لازالت وثائق الامم المتحدة، وبعضها تم الكشف عنه في صيف السنة الماضية يكشف دور بلاد المغرب في جلسات اللجنة التي كان يمثلها آنذاك المرحوم المهدي بنعبود، سفير المغرب في الأمم المتحدة، وعضو اللجنة السداسية المذكورة أعلاه…

ثانيا: قالت الصحافية إن الاستفتاء لم يتم تنظيمه لأن المغرب عارض ذلك… والحقيقة التي لا غبار عليها هو أن المغرب قبل بالاستفتاء في 1981 في مؤتمر نيروبي الثاني، والذي حضره الملك  الراحل الحسن الثاني.

وما حصل من بعد هو أن الأمم المتحدة ومبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة الذين تعاقبوا على الملف منذ عقود تبين لهم استحالة تنظيمه بالطريقة التي تريدها الجزائر والبوليساريو .. بل إن اثنين من المبعوثين الخاصين هما جيمس بيكر وكريستوفر روس، المعروفين بمساندتهما لأطروحة الجزائر والبوليساريو قدما اقتراحات بعيده عن تطبيق الاستفتاء، وإن عادوا إلى الدعوة إليه بعد أن غادروا المهمة. وجيمس بيكر اقترح التقسيم، في فبراير 2002 وقبلته الجزائر في ضرب واضح للمبدأ نفسه وفي خطوة فضحتها أمام العالم بأنها تقرر «مصير ارض» تنتمي لبلاد أخرى وتغاضت عن «الشعب..» الذي تجيش له الإعلام الفرنسي…

ثالثا: عندما تتحدث الصحافية الفرنسية عن حركة تحرير الأرض ورفع شعارات تصعيد الحرب من أجل الاستقلال فهي تتغاضى أو تتجاهل معطى أساسيا، عقب انتهاء أشغال اللجنة السداسية، وهو تأسيس اللجنة 17 للتكفل بقضايا تصفية الاستعمار من طرف الجمعية العامة في دورتها 16 بقرار رقم 1654، بتاريخ 27 نونبر 1961. في أبريل 1962 اقترح المغرب جعل مدينة طنجة مقرا للجنة تصفية الاستعمار (لجنة 17). وكان أن عقدت اجتماعها الأول في طنجة شهر ماي 1962..

هذه المعطى وغيره تعرفه فرنسا، وكان على ساستها الذين يصنعون خط القناة التحريري أن يفرضوا الحقيقة على الإعلام الرسمي الذي يتحدث باسم الإليزيه والكيدورصيه..

رابعا: لم تتكلم السيدة الصحافية ولو مرة واحدة عن  الطرف الرئيسي في النزاع الإقليمي ألا وهو.. الجزائر، كما لو أن ذلك المؤتمر الذي تتحدث عنه كان يُعقد في … الواقواق! ولا أن التصعيد الديبلوماسي والحرب المعلنة وغير ذلك من مظاهر العدوان، تقوم بها.. دولة أخرى غير دولة الجزائر والجميع يعرف أن نفقات المؤتمر تؤديها الجزائر كما تؤدي المصاريف الخاصة بالحروب كلها، سواء ديبلوماسية أو عسكرية أو اقتصادية… الخ!

ولقد كان من المؤسف أن يحضر مغربي، من حفدة وطني كبير اسمه الفقيه بوشتى الجامعي، في بلاطو القناة الفرنسية، ولم يدافع عن مغربية الصحراء يعرف هو أكثر من غيره أنها في صلب معركة الوطنيين والملوك المغاربة دوما. وكان من المؤسف أن يبرر «راديكالية» البوليساريو الحالية وشعاراته الحربية بـ«تدهور الوضعية الحقوقية» في المغرب… في تنكر كامل لحقائق الجغرافية السياسية!!

وكما لاحظ المتتبعون، لم تُثرْه شعارات المؤتمر، ومنها الشعار المركزي الذي يصف بلاده بالاحتلال ويدعو إلى «تصعيد القتال» ضد أبناء بلده المفترض أنه واحد منهم. أبو بكر الجامعي لم يذكر كذلك دور الجزائر في قضية الصحراء ولو مرة واحدة!
على كل، الحديث مع القناة التي تمرست طويلا على تشويه حقيقة الصراع وتقديم المغرب كشرير وحيد في فيلم يكتب الاستعمار القديم الجديد سيناريوه، ولا يهم من سيكمل الدور في جهودها العدائية!
ولنا عودة إلى الموضوع بالتفصيل …!

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *