غير مصنف

قصة طريفة في فقه التعامل مع الناس

الخط :
إستمع للمقال

 

يروى أن فقيها عالما كان له مرافق شاب ذكي وفطن، ينهل من علمه وادبه، ويكثر من مجالسته ومصاحبته في غدواته وروحاته، وذات يوم حدثت الشاب نفسه بالرياسة وتوسط مجالس العلماء.

فقال لشيخه: يا شيخ انا ارافقك منذ سنين واني قد أخذت من علمك وحلمك ماشاء الله لي ان اخذ، فاذن لي بصعود المنبر والخطبة في الناس

قال له الشيخ: يا بني انك مازلت شابا حدثا ولا تقدر على ذلك، فاصبر فإن دروسي لك لم تنته

قال الطالب : اني ادرس على يديك عشر سنين وما من علم من علوم الدين الا حصلتها وما من اية الا وحفظتها فاذن لي

فقال الشيخ: اي بني ان علوم الشرع لا تكفي

فاحتج الطالب واصر على شيخه حتى وافق وقال: اذن أبعث بك الى احد مجالس المدينة واذا أبليت حسنا اجعلك على راس مجلسي

فوافق الطالب، وقصد المجلس الذي اشار اليه الشيخ، وجلس يسمع الخطبة. فوجد رجلا مدلسا كذابا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلط الاحاديث ويزيد عليها والناس يسمعون منه ويثنون عليه، فاستشاط غضبا وقام فيهم صارخا: هذا الرجل كذاب، وانه ليكذب على نبي الله، لأحطمن راسه ليكف عن قول البهتان، مالكم تسمعون منهم، ا اعماكم الجهل والابتعاد عن السنة؟ فغضب الناس وانهالوا على الطالب بالضرب، حتى ماعاد يرى وجهه من الضرب، فحمل الى بيت شيخه على الاكتاف.

فال الشيخ: مابك؟

قال الطالب: وجدت في الناس خطيبا مدلسا كذابا، فنهيتهم عن سماعه فضربوني

قال الشيخ: اما قلت لك انك لم تحصل العلوم كلها؟ اما لو انك عرفت كيف تحتال للامر لضرب هو مكانك

فقال الطالب: كيف ذلك؟

قال الشيخ: غدا ترى

فلما كان الغد، قصد الشيخ ورفيقه الملثم نفس المجلس، واخذوا اماكنهم ينصتون للخطيب الكذاب، وفجاة قام الشيخ مهللا الله اكبر، الله اكبر ايها الشيخ الجليل، انك لشيخ عظيم، تعلم من سيرة النبي العطرة الشيء الكثير، فاستغرب الشاب ولكن الشيخ استرسل:وانك لرجل مبارك ووالله لا افارقك حتى اخذ من لحية شعرة اتبرك بها، فاتجه نحوه لينتف من لحيته، فتبعه المصلون جميعا ينتفون لحية الشيخ الكذاب حتى أغشي عليه ومابقي من لحيته شعرة.

فكان هذا درس الشيخ لطالبه في فهم عادات الناس، وتغييرها بالحيلة والروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى