الأخبارخارج الحدودمستجدات

في‮ ‬الرد على وكالة الأنباء الجزائرية‮: ‬أنتم أيضا عليكم‮ ‬الالتفات نحو القصر‮ ‬الملكي‮ ‬المغربي‮‬ واجْعلوها سُنَّةً لتتعلموا‮!‬

الخط :
إستمع للمقال

عمّمت‮ ‬وكالة الأنباء الجزائرية،‮ ‬يوم الثلاثاء الماضي‮‬،‮ ‬قصاصة تحمل‮ ‬عنوان‮ «‬على أتباع المخزن الالتفات نحو قصرهم وملكهم‮»‬،‮ ‬تضمنت ما سمته بعض الوسائل التي‮ ‬أعادت نشره‮ « ‬عبارات شديدة اللهجة‮».‬

القصاصة لم تتحمَّل أخبارا وتقارير نشرتها،‮ ‬في‮ ‬بداية الأمر إذاعة فرنسا الدولية‮ ‬RFI‮ ‬يوم الإثنين المصادف لـ19‮ ‬فبراير الذي‮ ‬ودعناه،‮ ‬هي‮ ‬نشرات عبارة عن‮ ‬تقرير تحدث عن‮ «‬إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية،‮ ‬من خلال استقراء مواقف بعض السياسيين الجزائريين،‮ ‬المعارضين منهم،‮ ‬والموالين للسلطة‮». ‬وكانت رئيسة حزب العمال،‮ ‬لويزة حنون،‮ ‬أبرز الأسماء التي‮ ‬أشارت‮ ‬الإذاعة الفرنسية إلى تصريحها‮. ‬والتي‮ ‬قال تقريرها‮ ‬ما مفاده أن‮ «‬بالون اختبار آخر لتحضير الرأي‮ ‬العام للتأجيل المحتمل،‮ ‬أعلنته لويزة حنون،‮ ‬الأمينة العامة لحزب العمال،‮ ‬التي‮ ‬أكدت أنه في‮ ‬ظل الوضع الإقليمي‮ ‬غير المستقر،‮ ‬يبدو أن الظروف‮ ‬غير متوفرة لتنظيم الانتخابات‮».‬

بعد أسبوع من هذا التقرير الفرنسي،‮ ‬نشر موقع‮ «‬مغرب إنتلجينس‮» ‬تقريرا وصفه بـ«الحصري‮»‬،‮ ‬ورد فيه أن‮ «‬الحكومة الجزائرية تحاكي‮ ‬حربا على المغرب لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة‮».‬

وجاء في‮ ‬التقرير‮ «‬أن النظام الجزائري‮ ‬يخطط لإطلاق مناورة لمحاكاة إعلان الحرب على المغرب،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬سيكون له أثر مباشر على ضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية في‮ ‬دجنبر‮ ‬2024‮. ‬وستكون هذه الحرب،‮ ‬بالنسبة للسلطة الجزائرية الحالية،‮ ‬المخرج الوحيد لتجنب أزمة مضيفا أن السيناريو المحتمل أن‮ «‬تهدف هذه الحرب إلى إعلان حالة استثناء في‮ ‬البلاد للسماح بالاستيلاء الكامل على السلطة من قبل الجنرال سعيد شنقريحة من خلال دعم التمديد التلقائي‮ ‬للولاية الرئاسية لعبد المجيد تبون،‮ ‬والتي‮ ‬يجب أن تنتهي‮ ‬نظريا قبل نهاية دجنبر 2024‮ ‬»…‬

الهجوم الجزائري‮ ‬وقبل الرد عليه ‬،‮ ‬اتهم إذاعات فرنسية،‮ ‬هكذا في‮ ‬المجهول،‮ ‬بأنها‮ «‬قريبة من المخزن‮»!!! ‬وأنها قامت‮ «بنشر مزاعم حول سعي‮ ‬الجزائر لتأجيج سيناريو حرب مع المغرب بهدف خلق جو من التوتر‮ ‬يتيح لها تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الجارية‮».‬

وزاد على ذلك القول بأن ما بدأ به‮ «‬مغرب أنتيجلينس‮ « ‬تطور‮ ‬على مستوى بعض المحطات الإذاعية الفرنسية المعلوم ولاؤها وانبطاحها للمخزن منذ فترة طويلة‮»… ‬وتابع‮ «‬نصيحة ودية لأتباع المخزن‮: ‬التفتوا نحو القصر الملكي‮ ‬بدلا من المرادية‮».‬

أولا‮: ‬ليس بوسعنا سوى أن نسبح لمبَِّدل‮ ‬الأحوال،‮ ‬الذي‮ ‬جعل الإذاعات‮ (‬والاعلام الفرنسي‮)‬،‮ ‬الذي‮ ‬كان مصدرا موثوقا به إبان الهجوم على المغرب،‮ ‬وعلى ملكه وعلى مؤسساته حتى في‮ ‬لحظات الزلزال الكارثية،‮ ‬تتحول بقدرة قادر‮ (‬أو قدرة عاجز عن الحق) ‬إلى ‬إذاعات وإعلام‮ ‬مخزني‮ ‬أو منبطح للمخزن‮!!!‬

‮‬ثانيا‮: ‬مادامت هذه المنابر قد أحالت على السياسية الجزائرية‮ ‬لويزة حنون،‮ ‬لماذا‮ ‬لم‮ ‬يشر الهجوم إلى تصريحاتها،‮ ‬والحال أنها كانت المصدر‮ ‬الأول الذي‮ ‬اعتمد عليه تقرير الإذاعة الفرنسية‮..‬

هل تم التستر عليها لآنها كانت منذ أقل من شهر قد حضيت باستقبال الرئيس عبد المجيد تبون‮ ‬وكانت هي‮ ‬من اغتنمت الفرصة للهجوم على المغرب وعلى الإمارات المتحدة مباشرة بعد خروجها من قصر المرادية بدعوى التآمر على بلادها؟
أم أن هذا الهجوم‮ ‬على المنابر الإعلامية هو في‮ ‬أصله هجوم عليها وعلى من استقبلها تحت‮ ‬غطاء الهجوم على‮ ‬الإذاعة الفرنسية وعلى المغرب؟؟؟

ثالثا: هل‮ ‬يمكن أن‮ ‬يدعي‮ ‬أي‮ ‬مسؤول جزائري‮ ‬بأن شبح الانتخابات‮ ‬لا‮ ‬يظل دوما حاضرا في‮ ‬كل استحقاق جزائري‮ ‬مهما صغر وزنه‬؟

وماذا‮ ‬يقولون عن التحليلات المتعددة المصادر عن شلل المؤسسات في‮ ‬انتظار من ترسو عليه صفقة الانتخابات الرئاسية‮ ‬الجزائرية‮!‬

رابعا‮: ‬الحديث عن الحرب مع المغرب سبق أن ذكره تبون نفسه،‮ ‬في‮ ‬حواره مع‮ ‬يومية‮ «‬الفيغارو‮»‬،‮ ‬والذي‮ ‬برر به إغلاق الحدود‮. ‬إذ قال وقتها أن‮ «قطع العلاقات كان هو البديل عن الحرب‮»،‮ ‬وهذا معناه أن الحديث فيها كان حاضرا على مستويات عالية في‮ ‬الدولة الجزائرية‮. ‬ولكن موازين القوى فيما‮ ‬يبدو لم تكن مسعفة‮… ‬وردعت الحالمين بالقوة الضاربة‮!‬
وعلى كل‮ ‬فإن النظام‮ ‬يبحث في‮ ‬المغرب عن حلول لكل مشاكله‮: ‬الجراد،‮ ‬الحرائق،‮ ‬الفشل الديبلوماسي، كرة القدم‮.. ‬فلماذا تكون الانتخابات استثناء،‮ ‬في‮ ‬حالة كانت مشكلة في‮ ‬نظام‮ ‬يتصارع على مدار السنة‮!‬

والعالم صار‮ ‬يعرف بأن السياسة في‮ ‬الجارة الشرقية‮ ‬تدبر بالتصفيات ولو كان القتل،‮ ‬كما في‮ ‬اغتيال الرئيس السابق بوضياف‮!.

‬وإذا كان لنا من ختام لهذا الرد فهو أننا نطلب من الذين‮ ‬يهاجمون المغرب من الدولة الشرقية،‮ ‬أن‮ ‬ينتبهوا جيدا إلى القصر الملكي،‮ ‬وكيف تكون الشجاعة السياسية والحكمة في‮ ‬التعامل معكم أنتم بالذات حين أصدر ساكنه تعليماته المطاعة بألا نساير الجنون الذي‮ ‬تنشرونه وأن نحترم بلادكم وألا نسب ونشتم أهلها‮. ‬ونطلب منهم أيضا أن‮ ‬يلتفتوا كذلك إلى القصر الملكي‮ ‬لكي‮ ‬يتعلموا الذكاء في‮ ‬تدبير العلاقة الدولية والبحث عن مصالح الشعب الجزائري‮ ‬بدون فرض دكتاتورية مقنعة والتمسك بشماعة انتخابات نعرف جميعا أنها وهمية وغير ذات تأثير على صناعة القرار‮.‬

وإذا كان هناك من موافقة‮ ‬لنا على ما ورد‮‬،‮ ‬سيكون ولا شك‮ ‬خطأ الحديث عن ضرورة الحرب لوصول سعيد شنقريحة إلى ‬مركز القرار‮… ‬فهو موجود فيه،‮ ‬بل هو الرئيس الفعلي‮ ‬ولا‮ ‬يخفي‮ ‬ذلك من السعودية إلى رواندا‮ ‬مرورا بموسكو و‮……‬اجتماع المجلس الأعلى للتصدير‮! ‬

وكما‮ ‬يقول أشقاؤنا المصريون‮: ‬إنْ‮ ‬كنتي‮ ‬ناسي‮ ‬أفكرك‮!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى