
يحتفل العالم في 14 نونبر من كل عام باليوم العالمي لمرض السكري، وهو مناسبة لتسليط الضوء على مخاطر هذا المرض المزمن الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
وفي هذا السياق، قال الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لموقع “برلمان كوم” إن مرض السكري أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة في المغرب، حيث تشير الأرقام إلى أن نحو 3 ملايين مغربي يعانون من هذا المرض المزمن، إلا أن ما يزيد من القلق هو أن نصف المصابين بالسكري تقريباً بنسبة 49% لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض، الأمر الذي يستدعي اهتماماً خاصاً بالكشف المبكر.
وأضاف الدكتور حمضي بأن الدراسات الحديثة تبين أن نسبة كبيرة من المصابين لا يتم تسجيلهم في سجلات المرضى، مما يعمق من صعوبة التعرف على حجم المشكلة بشكل دقيق. مضيفا أن من بين البالغين، يُقدر أن 10% يعانون من السكري من النوع الثاني، بينما هناك ما بين 25 و27 ألف طفل يعانون من السكري من النوع الأول.
وبينما يعاني نحو 1.4 مليون مغربي من السكري دون علمهم، يذكر الدكتور حمضي أن هناك فئة أخرى من المصابين الذين يتلقون العلاج، إلا أن البعض لا يلتزم بالعلاج والمتابعة المستمرة، مما يزيد من فرص حدوث المضاعفات الصحية.
ومن جهة أخرى، أوضح الدكتور حمضي أن السكري من النوع الأول، الذي يصيب الأطفال في مراحل مبكرة من الحياة، لا يمكن الوقاية منه حالياً، لأن أسبابه غير معروفة بشكل دقيق.
ومن جانب آخر، فإن السكري من النوع الثاني، الذي يصيب البالغين، يرتبط إلى حد كبير بنمط الحياة غير الصحي، فيما أبرز ذات المصدر أن أسباب الإصابة بالسكري من النوع الثاني تشمل التغذية غير المتوازنة، تناول السكريات والدهون بشكل مفرط، قلة النشاط البدني، وزيادة الوزن أو السمنة، إضافة إلى التدخين.
وتابع حمضي أن المغاربة يستهلكون بشكل مفرط السكر، حيث يقدر معدل استهلاك السكر في اليوم بـ 98 جراماً لكل 100 جرام، أي أربعة أضعاف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، والتي لا يجب أن تتجاوز 25 جرامًا من السكر يوميًا.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور أن الوقاية من السكري النوع الأول غير ممكنة حالياً، في حين يمكن الوقاية من السكري النوع الثاني من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل تناول غذاء متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه، ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، التحكم في الوزن، والابتعاد عن التدخين.
وتابع الدكتور حمضي أن “مرض السكري يعتبر مرضاً مزمنًا ومكلفًا جدًّا، خاصة في مرحلة المضاعفات، مثل الفشل الكلوي، جراحات القلب، الجلطات، والإعاقات التي قد تصل إلى الوفاة المبكرة، ما يشكل عبئًا كبيرًا على المريض وعائلته، وعلى المجتمع ككل”.
وفي الختام، شدد حمضي على ضرورة توفير الكشف المبكر والعلاج الشامل بتغطية مالية كاملة لجميع المصاريف المرتبطة بالسكري، مشيراً إلى أن الاستثمار في الوقاية والكشف المبكر والعلاج المنتظم أقل تكلفة بكثير من الانتظار حتى حدوث المضاعفات.