

في وقت أطلق فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستشاره السابق ورئيس حزبه حاليا، ستافان سيجورنيه، لحشد الدعم داخل البرلمان الأوروبي من أجل استصدار قرار موجه، يدين المغرب في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير، استقبل ماكرون أمس الإثنين، السعيد شنقريحة قائد العسكر الجزائري والحاكم الفعلي في الجارة الشرقية، والذي يواصل اعتقال المعارضين وكل المنتقدين لسياسته تجاه الشعب الجزائري.
وقد خصّ ماكرون السعيد شنقريحة باستقبال في قصر الإليزيه، الذي يقوم بزيارة لباريس هي الأولى لقائد جيش جزائري إلى فرنسا منذ حوالي 17 عامًا، تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي تييري بوركار، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
ولعلّ المثير في هذه الزيارة، أن الإعلام الفرنسي الرسمي الذي ظل ولازال يهاجم المغرب عبر حملات منظمة وممنهجة، من خلال استغلال بعض القضايا التي نظر أو لازال ينظر فيها القضاء المغربي، رحّب بهذه الزيارة بالرغم من كون قائد العسكر الجزائري أحد أبرز المتورطين في جرائم اغتيال معارضين ونشطاء، على غرار ما وقع بمنطقة القبائل إبان الحرائق التي شهدتها المنطقة، وكذا مواصلة الاعتقالات في صفوف معارضي النظام العسكري الجزائري وتعذيبهم داخل السجون.
وليس هذا فقط، بل حتى المنظمات التي تدعي اشتغالها في مجال حقوق الإنسان والتي تهاجم المغرب بشكل مستمر وممنهج ومنظم، لم تتحرك وهي ترى الرئيس الفعلي للجزائر يستقبل الرئيس ماكرون، وهو الذي اعتقل العديد من النشطاء الحقوقيين والصحفيين وأدانهم بأحكام وصلت لدرجة الحكم بالإعدام، وإغلاق مقرات الصحف والإذاعات، وحل منظمات حقوقية على غرار قرار حل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
إن ما يمكن أن يستنتجه المتابع لشطحات الرئيس ماكرون وفرنسا، خصوصا المغاربة منهم، هو أن فرنسا ومنظماتها جعلوا من موضوع حقوق الإنسان طريقا فقط لتحقيق أهدافهم ومصالحهم، من خلال ابتزاز المغرب الذي يأبى الخضوع لهم ويتعامل معهم بسياسة الند للند، وفي المقابل استقبال بالأحضان مجرمين متورطين في اغتيال واعتقال المواطنين الجزائريين وتفقيرهم طمعا في الغاز الجزائري وعائداته للتدفئة من البرد القارس الذي قد يعصف بفرنسا بعدما قررت روسيا قطع الغاز عنهم.
وتأتي زيارة شنقريحة إلى فرنسا قبل زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس شهر ماي المقبل.