

نبه بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، إلى خطورة استفحال استقطاب الشباب المغربي إلى الإرهاب والتطرف بشكل إلكتروني عبر الإنترنت.
وجاء ذلك ضمن ندوة صحافية نظمت اليوم الجمعة بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، لتسليط الضوء على خيوط تفكيك خلية إرهابية مكونة من 3 أشخاص للاشتباه في تورطهم في قضية قتل شرطي بنواحي الدار البيضاء بعد اختطافه وحرق جثته.
وقال سبيك، إن الإرهاب “انتقل من مرحلة استخدام الوسائل الكلاسيكية التي كانت تعتمد أساسا على الاستقطاب والفرز والتربية والإعداد ثم التجنيد قبل تنفيذ العمليات الإرهابية”، إلى ”التطرف السريع” من خلال التغرير عبر رسائل إلكترونية متطرفة.
وفي سياق حديثه عن تفكيك الخلية الإرهابية المذكورة، أفاد المسؤول الأمني أن المشتبه فيهم أعلنوا قبل شهر ونصف فقط الولاء لتنظيم ”داعش” الإرهابي، قبل الانتقال إلى تنفيذ هذا العمل الإرهابي الذي كان ضحيته الشرطي الفقيد، بهدف “التخويف والترهيب”.
وتابع المسؤول ذاته، أن العمليات الاستباقية للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني دائما ما تنجح في إجهاض مثل هذه الخلايا الإرهابية، مؤكدا في هذا الإطار، أن “معظم التنظيمات الإرهابية توثق أعمالها الإرهابية، لكن هذه الخلية أجلت ذلك إلى تنفيذ عملية إرهابية كبرى، وهو الأمر الذي تمكن الأمن المغربي من تحييده”.
وذكر المتحدث، أن انحصار تنظيما ”داعش” الإرهابي و”القاعدة” في المعاقل التقليدية لهما أفرز ظهور ما يسمى بـ”الأقطاب الجهوية”، التي انتقلت إلى مناطق ضعف المستوى الأمني، بينها منطقة الساحل والصحراء، التي تنشط بها منظمات إرهابية تابعة للتنظيمات المذكورة.
وأشار المسؤول الأمني، إلى أن تهديد تنظيم ”داعش” الإرهابي للدول الإفريقية وسكانها “جعلنا نتعامل مع ذلك بحذر كبير”، يقول سبيك، الذي أبرز في هذا الصدد، أن المؤسسة الأمنية المغربية قدمت مساعدات إلى مجموعة من الدول في منطقة الساحل والصحراء، حيث قدمت معطيات ومعلومات دقيقة ساهمت في إحباط عدد من المشاريع الإرهابية على مستوى القارة.
وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت في الساعات الأولى من صباح يوم أول أمس الأربعاء، من توقيف ثلاثة متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.
وفي قضية مشابهة، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمدينة آسفي، على ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم أمس الخميس، من توقيف عنصر متطرف موال لتنظيم “داعش”، والذي يشتبه تورطه في الإعداد والتحضير لتنفيذ مخطط إرهابي في إطار مشروع فردي يهدف للمساس الخطير بالنظام العام.