قضية "ماكينزي" والكشف عن حقائق تتعلق بأكبر مستشاري الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

10:26 - 17 فبراير 2023

قضية “ماكينزي” والكشف عن حقائق تتعلق بأكبر مستشاري الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي

برلمان.كوم

سلطت المجلة الفرنسية «l’obs» في ملف نشر الأسبوع الماضي، الضوء على قضية شركة “ماكنزي” وعلاقتها بالحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسنة 2017 والتحقيق القضائي الذي دعا مكتب المدعي العام المالي بفرنسا لفتحه بشأن دعم مجموعة من المستشارين للحملة الانتخابية لماكرون سنة 2017 وفي قلب هذه التحقيقات، الخدمات التي قدمها المسؤول السابق للقطاع العام بشركة الاستشارات “ماكنزي”، كريم تاج الدين.

تقارير تكشف علاقة ماكرون بتاج الدين

إنها الوثائق التي ملأها كريم تاج الدين بدقة عاما بعد عام، وهي عبارة عن بطائق تقييمية سجل فيها هذا الشريك بمكتب الاستشارات ماكنزي – الرائد العالمي في الاستشارات الاستراتيجية – جميع تفاصيل حياته المهنية وغير المهنية عندما كان قادرًا على المساهمة في تأثير الشركة الأمريكية التي فازت بعقود تجارية، وأنشطة تطوعية بفرنسا، فضلا عن علاقات مع رؤساء مدراء عامين لشركات وشخصيات سياسية على أعلى مستوى في الدولة، بدءاً بـ”الرئيس في علاقة عمرها عشر سنوات”.

هذه التقارير المكتوبة باللغة الإنجليزية، التي تمكنت المجلة الفرنسية “l’obs” من الكشف من خلالها عن عامي 2017 و2019، انتهى بها الأمر إلى أيدي رجال الدرك في قسم الأبحاث في باريس الذين قاموا بتحريات بالمقر الرئيسي لشركة “ماكنزي” بباريس منتصف دجنبر. كشفت (التقارير) الكثير من الدلائل عن العلاقات التي تربط كريم تاج الدين بايمانويل ماكرون.

علاقات تقول المجلة هي الآن في صميم تحقيقين قضائيين أوكلهما مكتب المدعي المالي الوطني إلى عميد قضاة التحقيق في المركز المالي بالعاصمة الفرنسية، سيرج تورنير، واثنين من زملائه، حيث تم البدء في تنفيذ هذه التعليمات مابين 20 و21 أكتوبر الماضي ويمكن تكوين فكرة أولية عن هذا الإجراء القضائي الذي تفوح منه روائح المحسوبية والفساد واستغلال النفوذ وخيانة الأمانة” و”اختلاس الأموال العامة”.

وحسب مصدر قضائي، فقد اهتم المحققون بشكل خاص “بدور شركة ماكنزي في حملة 2017″، ويريدون معرفة ما إذا كان المستشارون الستة لهذه الشركة المتورطون مع إيمانويل ماكرون، قد تصرفوا من تلقاء انفسهم، كما يدعون علنًا، أم اخذوا وقتا من عملهم وحشدوا استغلوا موارد صاحب العمل لأنه في هذه الحالة، كان يجب الإعلان عن هذه “االامتيازات العينية”وتتساءل العدالة أيضًا عما إذا كانت “ماكينزي” لم تستفد، في المقابل، من “المعاملة التفضيلية ” في عهد إيمانويل ماكرون، من النفقات التي تضاعفت، كما أوضح أعضاء مجلس الشيوخ الذين حققوا في تأثير الشركات الاستشارية.

حملة ماكرون وماكشفت عنه جلسة الاستماع لتاج الدين

وخلال جلسة الاستماع لكريم تاج الدين في 18 يناير من السنة الماضية، الذي لم يكن المستشار الوحيد الذي شارك في حملة إيمانويل ماكرون لعام2017، والذي اصبح رمزًا لتبدير مصاريف الاستشارات، أجاب هذا المستشار الرئيسي لشركة ماكينزي على اسئلة أعضاء مجلس الشيوخ بتلعثم ليصبح موضوع تحقيق أولي بشأن “شهادة زور” من مكتب المدعي العام بباريس في ماي 2022 بسبب تصريحاته الخاطئة حول الوضع الضريبي لشركة “ماكينزي”، فكريم تاج الدين، الذي ترك شركته في شتاء 2022، كان يتهرب من الإجابة عن أسئلة مجلة ” L’ObS “لكن وثائقه كانت تحمل عناصر إجابة عن تسائلاتنا ورفعت جزءا من اللبس”. تقول الصحيفة.

ويعود تاريخ هذا الملف إلى بداية عام 2017. فكريم تاج الدين هو بالفعل أحد نجوم “الشركة” تم توظيفه قبل أحد عشر سنة، وكان المسؤول السابق في إدارة الخزينة قادرًا على استخدامه لمعرفته من داخل الدولة. وهو الشخص الذي يشرف على جميع العقود المبرمة مع الحكومة أو الشركات العامة الكبيرة، وهو قطاع من النشاط سيره منذ عام 2013 فكريم لديه ديناميكية استثنائية ويعمل دائما من أجل الفوز: إنها قوة رجل أعمال.”كان قد عمل على اصلاح ادارة البريد ، بما في ذلك برنامج ادخار بقيمة مليار يورو”. كما شارك في “التحضير لترشيح فرنسا لاستضافة المعرض العالمي عام 2025” (والذي لن يتنظم في النهاية) وأيضًا ساهم في ترسيم بعض القروض بمقاولات بالبنك العام للاستثمار “وفي بداية سنة 2017 رسم تاج الدين أهدافا جديدة اعتمادًا على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة وانتخاب إدارة جديدة ملتزمة بتغيير الحكومة، وكانت شركة “ماكينزي” توضح لموظفها أن مستقبله المهني يعتمد على المرشح الذي سيتم انتخابه ولم يكن سرا على أحد أن المنافس الأكثر “تاثيرا” كان هو إيمانويل ماكرون.

لقد تمكن كريم من بناء شبكة مهمة للغاية من قادة القطاع العام، من خلال شركة ماكنزي التي تضم 600 مستشار ونشر مؤخرًا فصلًا في كتاب عن تحول الدولة الفرنسية يدور حول “الدولة في وضع البدء” الذي كتب مقدمته إيمانويل ماكرون. فالعلاقة بين الرجلين قديمة حيث التقيا في سنة2007، عندما تم تعيين الرئيس المستقبلي، وهو مفتشا ماليا شابا، نائباً لمقرر اللجنة التي يرأسها الاقتصادي جاك أتالي التي تتمثل مهمتها في “تحرير النمو الفرنسي”. حيث أصبح الرجلان أقرب لبعضهما عندما تولى إيمانويل ماكرون منصب وزير للاقتصاد في صيف 2014. ودعا الوزير الشاب شركة “ماكينزي”، بعد عام، لمساعدته.

“السفينة الماكرونية “.. كيف دعم تاج الدين معركة ماكرون نحو الإليزيه؟

وتؤكد الصحيفة أن تحديد ملامح مشروع القانون الذي قام باعتماده تحت اسم (الفرص الاقتصادية الجديدة)، في شكل رسالة فإنه يرى أنه إذا كانت الشركات لا تريد أن تغرق تحت الطوفان الرقمي، فسيتعين عليها الصعود إلى “السفينة الماكرونية ” نسبة إلى ماكرون كريم تاج الدين هو المسؤول مرة أخرى على توجيه مستشاري الشركة الأمريكية الموضوعين رهن إشارة الوزير ، “بدون مقابل” دائمًا. ممارسة يريد مجلس الشيوخ عقب لجنة التحقيق حظرها بسبب “المخاطر الأخلاقية”.

ومنذ نهاية سنة 2015، اتخذ كريم تاج الدين خطوة إلى الأمام في التزامه تجاه إيمانويل ماكرون من خلال كونه من أوائل من دعموه في المعركة إلى الإليزيه. حيث انضم إلى حزب «إلى الأمام “En Marche” عندما تم إنشاؤه في سنة 2016، وقدم تبرعًا كبيرًا، وشارك في مجموعات عمل حول “إصلاح الدولة” وأرسل ملاحظات مفصلة للغاية لتغذية البرنامج الذي يقوده بشكل خاص جان بيساني فيري. والمثير للدهشة أن هذا الأخير قال إنه ليس لديه ذاكرة خاصة عن مساهمة كريم تاج الدين، مثل العديد من شهود الفترة الذين اتصلنا بهم.

كريم تاج الدين، الذي لا يعرف الكلل، سيقود في نفس الوقت من خلال موقع على شبكة الإنترنت ،”في خدمة الجميع ” Au Service de Tous “، من المفترض أن يعزز مبادرات مشاركة المواطنين داخل الحزب الناشئ. مغامرة يشارك فيها اثنان آخران من شركة “ماكينزي”، إريك هازان وماثيو موكورت. حتى أنه سيذهب إلى حد عرض تقديم أمواله الشخصية لتسريع العمل. واشتغل مع مستشارين آخرين على نتائج استبيانات تم جمعها من 100000 فرنسي خلال “المسيرة الكبيرة” حول الحدث التأسيسي للحزب وهو نوع من الدراسة الاستقصائية العملاقة التي صممتها شركة LMP والتي يعد Guillaume-Liégey، وهو “ماكنزي” سابقًا، أحد مؤسسيها، والذي يعد تاج الدين أحد المساهمين فيها. وقامت شركة LMP بإصدار فاتورة بخدماتها مقابل 186000 يورو ، كما أخبرتنا شركة Renaissance (المعروفة سابقًا باسم En Marche)، دون إخبارنا ما إذا كانت هذه التكاليف قد تم تسجيلها في حسابات الحملة أو في حسابات الحزب.

وردا على سؤال من لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ عن التزام هذا المستشار الكبير تجاه إيمانويل ماكرون، أوضح أنه تصرف “كمتطوع، كما هو مسموح به لأي مواطن”. لقد أعرب عن أسفه “لاستخدام عنوان بريده الإلكتروني للعمل الخاص به في ماكينزي”. واعترف بأنه “أخطأ” غير أنه لا يوجد أي أثر لفواتير McKinsey في حسابات حملة 2017. وبعد فوز إيمانويل ماكرون، فإن كريم تاج الدين، الذي كان يفكر في الترشح للانتخابات التشريعية عن حزب “الى الامام “، “لم يطلب شيئًا ولم يُعرض عليه شيء”، بحسب أحد أقاربه، ويشير تاج الدين بارتياح إلى أن محفظة عملائه قد تضاعفت، وأن الشركة تعمل الآن على جميع مستويات الدولة الفرنسية، من “الحكومة والوكالات والمستشفيات والشركات العامة”.

وهكذا يأمل هذا الأخير في الاستفادة من الخوصصة المحتملة للشركات العامة – فهو يعطي مثالاً عن الفرنسية للالعاب Française des Jeux، التي أصبحت شركة “ماكنزي” أحد مستشاريها الرئيسيين ويشير أيضًا إلى أن شركته فازت (مع شركات أخرى) بعقد إطار ضخم بقيمة 100 مليون يورو (والذي سيصل في الواقع إلى 270 مليون) والذي سمح للشركة بالمشاركة في إعداد إصلاحات المعاشات التقاعدية ومساهمات التأمين ضد البطالة وصفقات تشرف عليها المديرية الوزارية للتحول العمومي، التي يقودها منذ عام 2017 توماس كازناف، موظف حكومي كبير ، ونائب رئيس الديوان السابق ليمانويل ماكرون، الذي يعرفه كريم تاج الدين جيدًا أوكانا معًا مقررين للجنة أتالي الثانية وقاما معًا بترويج “إدارة التغيير” ضمن “الإدارة التنفيذية الرئيسية للسياسات العامة” وكتب كل منهما فصلاً من كتاب “الدولة في وضع البدء”. وعند سؤاله عن هذا القرب خلال تحقيق مجلس الشيوخ، تجاهل كريم تاج الدين الجواب عن السؤال.

وفي ختام هذا الملف الذي يجب أن يجلب لكريم تاج الدين الترقية التي يحلم بها، لا يزال يسلط الضوء على شبكته العلائقية منذ سنة 2017، وقد توسعت إذ تشمل الرؤساء التنفيذيين للوكالات والشركات العامة والمستشارين الرئيسيين في مجال الاتصالات، فهناك الآن وزراء، ولا سيما وزري الإسكان والرقمنة في عهد جوليان دينورماندي، الذان التقيا خلال الحملة وبالطبع يذكر علاقته بالرئيس التي عمرها عشر سنوات، ومن هنا تتسائل الصحيفة من أين تبدأ المحسوبية؟ وأين ينتهي ماهو ذاتي؟ “ففي هذه السنة، تم اختيار كريم تاج الدين من بين أقرانه ليصبح أحد “شركاء ماكينزي الكبار” يقول المصدر.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *