قضيتنا الوطنية.. الحقائق التي يسعى نظام العسكر بالجارة الشرقية لتزويرها (2) – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

12:12 - 7 أبريل 2022

قضيتنا الوطنية.. الحقائق التي يسعى نظام العسكر بالجارة الشرقية لتزويرها (2)

برلمان.كوم - خالد أنبيري

في الحلقة الثانية من سلسلة “قضيتنا الوطنية” التي نستحضر من خلالها معطيات متعلقة بقضية وحدتنا الترابية، سنحاول التطرق إلى بعض الحقائق المرتبطة بالصحراء المغربية التي يسعى نظام العسكر بجارتنا الشرقية الجزائر لتزويرها، معتمدا في ذلك على أذرعه الإعلامية وجيوش إلكترونية، رغبة منه في تغيير وتزوير أحداث التاريخ بما يتماشى مع خططه الرامية إلى المس بالوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه.

لقد عمل نظام الكابرانات الذي كان سببا في افتعال النزاع حول الصحراء المغربية منذ عقود من الزمن على تبني سياسة الكذب والافتراء وتزوير التاريخ في تعامله مع ملف قضية الصحراء المغربية، محاولا بكل الطرق الظهور أمام المنتظم الدولي على أن الجزائر ليست طرفا رئيسيا في هذا النزاع المفتعل وأنها فقط داعمة لما تسميه حق تقرير مصير الشعوب، وهو نفس الحق الذي تمتنع عن الاعتراف به لساكنة منطقة القبائل التي ظلت ولازالت حتى الآن تطالب بالاستقلال عن الجزائر، ولعل رد فعل نظام الكابرانات على تصريحات ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال أشغال حركة دول عدم الانحياز، بخصوص استقلال منطقة القبائل، خير مثال على أن الجزائر هدفها ليس هو تقرير مصير الشعوب وإنما المس بوحدة وسيادة المغرب على صحرائه.

تأسيس الجزائر للبوليساريو.. الحقيقة التي ينكرها نظام العسكر

إن أول حقيقة يسعى نظام العسكر لإنكارها رغم أن التاريخ يسجلها بخط عريض، هي أن الجزائر هي من صنعت عصابة البوليساريو واحتضنتها ولازالت تحتضنها على أراضيها ومولتها بالأسلحة ولازالت إلى الآن تفعل ذلك. فبعدما فشل النظام الجزائري في الدخول لمنطقة أمغالة بالصحراء المغربية والاستيلاء عليها بعدما خرجت منها إسبانيا، سارع هذا النظام قبل خروج قوات الاحتلال الإسباني من الصحراء المغربية بيوم واحد بتاريخ 28 فبراير 1976، للإعلان يوم 27 فبراير عن قيام ما يسمى بـ“الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” من تندوف الجزائرية.

ولقيت الجبهة دعما من الحكومة الجزائرية آنذاك، خاصة على المستوى الدبلوماسي، حيث تجندت الدبلوماسية الجزائرية لحشد الدعم للعصابة لدى عدد من دول العالم من أجل الاعتراف بهذه الجمهورية الوهمية التي كان نظام الكابرانات يسعى من ورائها للحصول على الصحراء المغربية ويطل على سواحل المحيط الأطلنتي، دون أن ينجح في ذلك إلى الآن رغم كل الأموال التي خسرها على عصابة البوليساريو منذ نشأتها.

عصابة البوليساريو تنهك خزينة الدولة الجزائرية

لم يكن نظام العسكر بالجزائر يعتقد أنه سيتحمل عصابة البوليساريو لعقود من الزمن عندما أعلن عن تأسيسها قبل ما يزيد عن 46 سنة، خصوصا وأنه كان يظن بأنه قادر عبر هذه العصابة على الدخول لأراضي الصحراء المغربية والاستيلاء عليها، حيث وجد نفسه مجبرا على تحمل هذا الإبن اللقيط، بل إن خزينة الدولة الجزائرية ظلت مجبرة على وضعه ضمن أولوياتها، حتى باتت هذه العصابة وقياداتها من أولى أولويات نظام العسكر، مخصصا لها أموالا طائلة من ميزانية الجزائر، في وقت يعتبر الشعب الجزائري أولى بها وهو الذي يتخبط منذ سنوات في العديد من الأزمات المعيشية والاقتصادية بسبب السياسة التي يتبناها نظام الكابرانات.

وبحسب بعص الإحصائيات الواردة عن بعض المنظمات الجزائرية رغم التضييقات التي يمارسها نظام الكابرانات عليها، فإن هذا النظام صرف أكثر من 375 مليار دولار لمساندة عصابة البوليساريو في “حربها” ضد المغرب منذ نشأة هذه الجبهة الوهمية، مما يبرز حجم الحقد الذي يكنه هذا النظام لجاره المغرب الذي كان له الفضل الكبير على الجزائر حينما كانت تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الذي دام بها لأزيد من قرن من الزمن.

الهجوم على المغرب وتخبط الجزائر في أزمة داخلية خانقة

إن من بين الحقائق التي سعى ويسعى نظام العسكر عبر إعلامه لغض الطرف عنها هي الأزمة الداخلية التي تعيشها الجزائر بسبب سياسته الفاشلة، وذلك عبر الهجوم على المغرب وتسويقه للجزائريين على أنه عدو لهم ولبلادهم، فلا يكاد يمر يوم دون أن تهاجم أبواق هذا النظام المغرب وتحمله مسؤولية الكوارث التي تشهدها الجزائر، حتى فطن الجزائريون لهذه الخطط المقيتة التي تكشف عن ضعف هذا النظام وهشاشته.

فالجزائر التي يدعي رئيسها عبد المجيد تبون أنها قوة إقليمية ضاربة ويحاول أمام الإعلام أن يظهرها على أنها تعيش الاستقرار، تتخبط في أزمات كبيرة عجز نظام الكابرانات على إيجاد حلول لها، خصوصا وأن صراع الأجنحة داخل الجيش على السلطة أرخى بظلاله على الأوضاع بالبلاد، خاصة بعد عودة فلول النظام السابق الكابرانات خالد نزار ومحمد مدين الملقب بتوفيق، الذين يسعون لإزاحة العجوز السعيد شنقريحة من الساحة والعودة للتحكم في دواليب الجيش ومنه التحكم في مؤسسات الدولة.

وحتى يتم غض الطرف على هذا الصراع حول السلطة والأزمة الداخلية التي تعيشها الجارة الشرقية، يصوب إعلام الكابرانات مدفعياته صوب المغرب، رغبة منه في إخفاء حقيقة الوضع الذي تعيشه الجزائر، في وقت تواجه المملكة هذه الحملات والهجمات الإعلامية بسياسة الآذان الصماء وعدم الاهتمام بها، خصوصا وأنها صادرة عن نظام أحمق عرف عبر التاريخ بحماقاته تجاه جيرانه، مكتفيا بالرد دبلوماسيا عبر المؤسسات وإظهار حقيقة هذا النظام للمنتظم الدولي، حقيقة مفادها أنه داعم للانفصال ويحتضن عصابة إرهابية على أراضيه تحتجز الآلاف من الصحراويين المغاربة وتمنع عودتهم لبلادهم.

يبدو إذن أن حقيقة نظام الكابرانات بالجارة الشرقية قد ظهرت للعالم بفضل السياسة التي يواجه بها المغرب حماقاته وعدم الانجرار وراءها، مما جعله اليوم يعيش عزلة إقليمية وعربية قاتلة، بعدما تبين للجميع أن هذا النظام لم يكن في يوم من الأيام يهدف للسلم والوحدة بقدر ما يسعى للانفصال وخلق الفوضى بمنطقة شمال أفريقية، مستعينا في ذلك بأذرعه الإعلامية وجيوشه الإلكترونية التي تسعى لتغيير التاريخ وتزويره، رغبة منها في إظهار هذا النظام على أنه قوي وقادر على التأثير في الساحة، في وقت يعيش صراعات داخلية كبيرة قد تعصف به قريبا وتريح الجزائريين منه.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *