قضيتنا الوطنية.. الراحل الحسن الثاني.. شخصية تركت بصمتها في ملف قضية الصحراء المغربية (4) – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

13:00 - 14 أبريل 2022

قضيتنا الوطنية.. الراحل الحسن الثاني.. شخصية تركت بصمتها في ملف قضية الصحراء المغربية (4)

برلمان.كوم - خالد أنبيري

نواصل عرض حلقات سلسلتنا الرمضانية “قضيتنا الوطنية”، والتي نسلط فيها الضوء على قضيتنا الأولى بالمملكة والمتعلقة بملف الصحراء المغربية الذي يعرف مجموعة من التحولات بفضل الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس، والتي تمكنت من تحقيق مجموعة من الإنجازات، وجعلت كبريات دول العالم تعترف بمغربية الصحراء وتتبنى مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 كحل واقعي وجدي لإنهاء المشكل المفتعل بأراضي الصحراء المغربية.

في هذه الحلقة الرابعة سنسلط الضوء على بعض الشخصيات التي تركت بصمتها في ملف قضية الصحراء المغربية، ولعبت دورا مهما في إخراجه إلى بر الأمان، في وقت كانت المخاطر تحدق ببلادنا وكان الأعداء يتربصون بأراضينا مشكلين تحالفات للوصول إلى مبتغاهم، بيد أن حنكة ورزانة وحكمة هذه الشخصيات حالت دون تحقيق أعداء الوحدة الترابية لأهدافهم المقيتة، وجعلت المغاربة يلتفون حول وحدة أراضيهم ويدافعون عنها بأرواحهم.

الملك الراحل الحسن الثاني مهندس وقائد ملحمة المسيرة الخضراء

لا يمكننا الحديث عن قضية الصحراء المغربية دون أن نستحضر إحدى الشخصيات البارزة التي طبعت إسمها في تاريخ القضية، كيف لا وهو من كان له دور في مجموعة من القضايا الحساسة بالبلاد حتى قبل أن يعتلي العرش، حيث ساهم رفقة والده الملك الراحل محمد الخامس في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي، واستطاع أن يقود المغرب بحنكته ودهائه السياسي الذي عرف به منذ ريعان شبابه، ناهيك عن الدور الكبير الذي لعبه في تحرير الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني وهندسته لمسيرة سلمية “المسيرة الخضراء” سنة 1975، جعل العالم جميعا إلى الآن يتحدث عنها ويستحضرها.

لقد لعب الملك الراحل الحسن الثاني دورا كبيرا في مسار قضية الصحراء المغربية، بفضل توجيهاتها وكذا بفضل السياسة الخارجية التي كان يتبناها، خصوصا وأنه واجه خلال حقبته مجموعة من الأعداء الذين تحالفوا ضده وهم المستعمر الإسباني والجزائر وليبيا معمر القذافي ومصر جمال عبد الناصر وآخرين، دون أن ينجحوا في مساعيهم، بفضل حنكة ورزانة الراحل الذي جعل الدفاع عن وحدة أراضي المغرب أولى أولويات سياسته الخارجية والداخلية، وحشد دعم المغاربة قبل أي شيء آخر، وهو الأمر الذي مكن من إنجاح ملحمة المسيرة الخضراء التي أعلن عنها الراحل ولبى نداءه الآلاف من المغاربة.

لم تكن ملحمة المسيرة الخضراء التي قادها الراحل الحسن الثاني حدثا عاديا بل كانت ولازالت حدثا تاريخيا يحتفل المغاربة بذكراه كل سنة، نظرا لما يشكله لهم وما يتضمنه من رسائل قوية للعالم ولأعداء الوحدة الترابية للمغرب، وكذا لما يجسده من وجود روابط قوية بين العرش والشعب، فالراحل الملك الحسن الثاني وبمجرد إعلانه عن هذه المسيرة حتى توافد المغاربة من كل مناطق المغرب للمشاركة فيها، تلبية لنداء الوطن والملك الذي وقف على كل جزئيات هذه الملحمة من بدايتها حتى نهايتها وتحقيقها للأهداف المتوخاة منها وإجبار المستعمر الإسباني على الخروج من الصحراء المغربية وتحريرها.

لا يسعفنا الوقت لذكر كل بصمات الملك الراحل الحسن الثاني في مسار قضيتنا الوطنية، قضية الصحراء المغربية، لكنه رحل وترك وراءه إرثا تاريخيا، ترك وراءه مجموعة من المكتسبات، أهمها أنه دافع عن وحدة أراضي بلادنا وحصنها من الأعداء الذين يتربصون بها، في وقت كان يقاوم لوحده وكان يواجه مكائد الإخوة الأعداء، مكائد الدول المجاورة التي كان نظام العسكر بالجزائر قد اخترقها وحاول أن يلعب بها لعبته وأن يعزل المغرب إقليميا، لكن حنكة الراحل حالت دون ذلك، لينقلب السحر على الساحر الآن بعدما تولى الملك محمد السادس قيادة السفينة والدفاع عن وحدة البلاد، ويتمكن بفضل حنكته وعلاقاته وانفتاحه على العالم، من انتزاع اعتراف دول كبرى بمغربية الصحراء ويعزل نظام العسكر إقليميا ودوليا ويظهر حقيقته للعالم.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *