الأخبارسياسةمستجدات

قضيتنا الوطنية.. دول كبرى خرجت من دائرة الغموض وأقرت بمغربية الصحراء (6)

الخط :
إستمع للمقال

نواصل رفقتكم متابعينا وقراءنا الأعزاء بموقع “برلمان.كوم” الذي جعل من أولوياته الدفاع عن البلاد وقضاياها الوطنية التي تأتي في مقدمتها قضية وحدتنا الترابية، والوقوف في وجه الأعداء والمتربصين بهذا الوطن، حلقات سلسلة “قضيتنا الوطنية” طيلة هذا الشهر المبارك، واليوم نصل للحلقة السادسة التي سنحاول خلالها الحديث عن الدول التي غيرت موقفها من قضيتنا الوطنية وخرجت من دائرة الغموض وأقرت بمغربية الصحراء وأعلنت دعمها لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وبطبيعة الحال تغيير هذه الدول لمواقفها جاء نتيجة عمل الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس والمكانة التي أصبح يحظى بها المغرب لدى شركائه، ناهيك عن اللغة والخطاب الجديد الذي أصبح يتبناه المغرب مع أصحاب المواقف المزدوجة والغامضة.

الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء

لقد لعبت الدبلوماسية المغربية دورا كبيرا في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية والسياسية العظمى في العالم في تغيير موقفها من قضية الصحراء والاعتراف بمغربيتها بشكل صريح، حيث شكّل تاريخ الـ10 دجنبر 2021 محطة فاصلة في تاريخ قضية وحدتنا الترابية، خصوصا وأن ما جاء بعده كان ضربة لكل الانفصاليين ومسانديهم من الجزائر وإسبانيا وكل دعاة الفكر الانفصالي، هذا التاريخ الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على كامل أراضيه بالصحراء المغربية.

لقد كان للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والذي حاولت الدول المعادية للمغرب إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن بالتراجع عنه دون أن تفلح في ذلك، وقع كبير على مسار قضية الوحدة الترابية للمملكة، وهو ما فسره الدعم الأمريكي للحل السلمي الذي تقدم به المغرب لإنهاء هذا النزاع المفتعل، والمتمثل في مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، حيث قادت الولايات المتحدة الأمريكية حملة كبيرة داخل مجلس الأمن لدعم المغرب خلال مرحلة التصويت على القرار الأممي 2602 بخصوص قضية الصحراء المغربية نهاية شهر أكتوبر 2021، وهو مانجحت فيه بعدما صوتت عليه 13 دولة من أصل 15.

ألمانيا تتلقف رسائل الملك محمد السادس وتعلن دعمها للوحدة الترابية للمملكة

نجحت الدبلوماسية المغربية في إجبار ألمانيا على تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، بعدما قطع المغرب علاقاته مع هذا البلد بسبب ما وصفته الخارجية المغربية بـ “خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”، فبمجرد تنصيب الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المستشار أولاف شولتس، الذي خلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سارع هذا الأخير إلى طلب ود المغرب لإعادة العلاقة بين البلدين، حيث أصدرت وزارة الخارجية الألمانية تقريرا عبرت فيه عن عمق العلاقات الثنائية بين ألمانيا والمغرب وأكدت على أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يعتبر مساهمة مهمة لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ومع مطلع السنة الحالية وجه الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينمير، رسالة إلى الملك محمد السادس أعلن له بشكل رسمي فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث أكد في رسالته أن ألمانيا “تعتبر خطة الحكم الذاتي المقدمة سنة 2007 جهدًا جادًا وموثوقًا من قبل المغرب وأساسًا جيدًا للتوصل إلى حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

وقد كانت ألمانيا من الدول التي سارعت مبكرا لتلقف رسائل الملك محمد السادس خلال خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، بعدما وجه كلامه بشكل مباشر للدول التي تتبنى مواقف غامضة أو مزدوجة بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مؤكدا لهم بأن المغرب لن يقوم معهم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل الصحراء المغربية.

إسبانيا تخرج من دائرة الغموض وتعلن دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية

بعد ألمانيا سارعت الجارة الشمالية إسبانيا التي جمد المغرب علاقاته معها بسبب واقعة إدخال بن بطوش زعيم عصابة البوليساريو للأراضي الإسبانية بهوية مزورة، خوفا من اعتقاله من طرف القضاء الإسباني وهو المطلوب بسبب تورطه في جرائم تعذيب واغتصاب، إلى إعادة النظر في مواقفها تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث أعلنت وبشكل صريح ولأول مرة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وجدي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

فقد أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في رسالة وجهها للملك محمد السادس، الشهر الماضي، أن بلاده “تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”، ليخرج هذا البلد من دائرة الغموض بعدما كان يلعب على الحبلين، وكان من أبرز الداعمين لعصابة البوليساريو وحاضنتها الجزائر.

إسبانيا وبعد موقفها الأخير الذي عادت من خلاله إلى جادة الصواب، تلقفت هي الأخرى رسائل الملك محمد السادس التي وردت في خطاب الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، لتسرع لتدارك الموقف وتصطف إلى جانب الدول التي تدعم المغرب في قضية وحدته الترابية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وتفتح بذلك مسارا جديدا في العلاقات الإسبانية المغربية، هذا المسار الذي سيكون مبنيا على الثقة والاحترام المتبادل وعدم المس بسيادة الدول والتدخل في شؤونها. هذا كله يدخل ضمن نجاحات الدبلوماسية المغربية وفشل خطط الجزائر في المس بالوحدة الترابية للمغرب وهذا ما سيكون موضوع حلقتنا المقبلة من سلسلة “قضيتنا الوطنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى