الأخبارخارج الحدودمستجدات

قطر أحرقت الشرق الأوسط بنار الإخوان.. وتحاول تصدير الفوضى لشمال إفريقيا عبر بوابة الجزائر

الخط :
إستمع للمقال

لم تكتفِ قطر بما زرعته من فوضى في المشرق العربي بدعمها لجماعات الإخوان المسلمين وتغذيتها لتحالفات مشبوهة مع إيران المتورطة في دعم الفوضى بعدد من البلدان العربية، بل يبدو أنها تحاول اليوم نقل تلك النار إلى شمال إفريقيا، عبر الحليف التقليدي لها في المنطقة، الجزائر، عرّابة الإرهاب والانفصال، وراعية الجماعات المسلحة في الساحل والصحراء.

فبعدما احترق المشروع الإخواني في مصر وتونس، وتورّطت الدوحة في تغذية الحروب الأهلية في سوريا وليبيا واليمن، يبدو أن البوصلة القطرية انحرفت لتقودها نحو المغرب، البلد الذي ظلّ عصيًا على الاختراق، رغم محاولات التطويق والدسّ الإعلامي، فالمغرب الذي وقف إلى جانب قطر خلال الحصار الخليجي ورفض الاصطفاف ضدها، وجد نفسه اليوم في مرمى نيران قادمة من هذا البلد الذي لا تتجاوز مساحته إقليما من أقاليم المملكة المغربية، لا لشيء سوى لأنه اختار طريق الاستقلالية في قراراته، والنهوض بموقعه القاري والدولي بعيدًا عن الإملاءات والولاءات الزائفة.

وتتجلى خطورة التحركات القطرية الأخيرة، ليس فقط في تحالفها مع النظام العسكري الجزائري، بل أيضًا في محاولتها الالتفاف على الطموحات المغربية من خلال مشروع بحري مريب، تسوّقه كقناة لربط الدوحة بالجزائر مرورًا بمصر، في تجاهل متعمد للمغرب، هذا المشروع، الذي يبدو في ظاهره اقتصاديًا، يخفي في باطنه نوايا سياسية واضحة لضرب موانئ المغرب التي أضحت اليوم من أبرز المحاور اللوجستيكية العالمية، وهو ما يفسر الحملة الإعلامية التي قادتها ولازالت تقودها أبواق قطرية للتحريض ضد هذه الموانئ، تحت غطاء “مناهضة التطبيع”، في تناقض فاضح مع واقع الدوحة التي تستقبل الأسلحة الأمريكية في قاعدتها “العديد” لإمداد إسرائيل في حربها على غزة.

الأدهى أن قطر، وهي التي تجلس مع المسؤولين الإسرائيليين على طاولة واحدة، وتنسق معهم أمنيًا وسياسيًا، بل وتدعمهم بالأموال لحمايتهم والترويج لصورتها كما فضحت ذلك فضيحة “قطرغيث”، تحاول تصدير خطابها المزدوج إلى الداخل المغربي، عبر أدواتها الإعلامية والإخوانية، في محاولة لضرب استقرار المملكة من الداخل، فبعدما فشلت في إقناع الرأي العام المغربي بخطاب “الطهرانية السياسية”، انتقلت اليوم إلى توظيف وجوه محسوبة على تيارات معينة، لتحريك الشارع بشعارات مضلّلة، وتهديد مباشر بانتقال مطالب “مناهضة التطبيع” إلى شعارات أكثر خطورة تمسّ النظام، ما يكشف أن القضية الفلسطينية لم تعد سوى ذريعة في أيدي قطر لتأجيج الفوضى في دول لا تسير في فلكها.

إن ما تقوم به قطر اليوم، في تماهيها مع النظام الجزائري ومراهنتها على الفوضى باسم القضية الفلسطينية، ليس سوى استمرارا لنهجها القديم في اختراق الدول عبر بوابة الدين والمقاومة، لكنها، وللمرة الألف، تغفل أن المغرب ليس ساحة مستباحة، ولا شعبه قطيعًا يُساق خلف أبواق الدوحة، المغرب يعرف جيدًا من يدعم قضاياه العادلة، ومن يتاجر بها على شاشات “الجزيرة” و”الميادين” ومواقع قطرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى