قيس سعيّد ديكتاتور إفريقيا الجديد يتبنى نظرية اليمين المتطرف الفرنسي "الاستبدال الكبير" – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

14:30 - 27 فبراير 2023

قيس سعيّد ديكتاتور إفريقيا الجديد يتبنى نظرية اليمين المتطرف الفرنسي “الاستبدال الكبير”

برلمان.كوم - خالد أنبيري

ظهر جليا من خلال تصريحات قيس سعيّد الأخيرة حول المهاجرين الأفارقة، أن ديكتاتور إفريقيا الجديد الذي أصبح مصير كل من ينتقد سياسته ويعارضها الاعتقال واتهامه بتهمة التآمر على الدولة، قد تبنى وبدون خجل نظرية “الاستبدال الكبير” التي اخترعها اليمين المتطرف الفرنسي في أوروبا لتبرير الهجوم والعنف الذي يتعرض له مهاجرو دول إفريقيا جنوب الصحراء بمختلف دول القارة العجوز.

فقيس سعيّد الذي يسير بتونس نحو المجهول، وجد نفسه أمام عاصفة من الانتقادات بعد مهاجمته لمهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين بتونس، واتهامهم بإثارة الفوضى والتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة في بلاده، محاولا عبر تصريحاته غض الطرف عن الواقع البئيس الذي أضحت تعيشه تونس بسبب سياسته والأزمة السياسية والاقتصادية التي أدخل البلاد فيها، جعلتها تتوسل المؤسسات المانحة للحصول على قروض تساعدها على مواجهة هذه الأزمة الخانقة التي قد تعصف بها.

ويبدو أن قيس سعيّد الذي دعا في خطاب له الثلاثاء الماضي خلال أشغال مجلس الأمن القومي التونسي، إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرا أن وجودهم في تونس مصدر “عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة”، قد كشف الغطاء عن توجهه بخصوص مشكل الهجرة، من خلال تبنيه لنظرية “الاستبدال الكبير”، وهو ما فسره إسراع السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور للإشادة بتصريحات سعيّد في تغريدة كتب فيها: “إن البلدان المغاربية نفسها بدأت تدق ناقوس الخطر في مواجهة موجة الهجرة. هنا، تونس هي التي تريد اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شعبها. ما الذي ننتظره لمحاربة الاستبدال العظيم؟”.

ونظرية “الاستبدال الكبير” (le grand remplacement)‏ هي نظرية مؤامرة يمينية، خرجت على يد المنظر والناشط السياسي الفرنسي “رينو كامو” في كتابه بعنوان “الاستبدال الكبير”، الذي نُشر في عام 2011، وتتلخص في أن الدول الأوروبية وثقافتها المسيحية البيضاء تتعرض لاستبدال السكان البيض الأصليين بوافدين جدد من الأفارقة والمسلمين، حيث تربط وجود المسلمين في فرنسا بخطر محتمل وبتدمير الثقافة والحضارة الفرنسية.

وتنسب هذه النظرية المتجذرة في القومية العنصرية، إلى نخبة صغيرة على أنها تحيك مؤامرة ضد الفرنسيين والأوروبيين البيض، بهدف استبدالهم في نهاية المطاف بأشخاص غير أوروبيين من إفريقيا والشرق الأوسط، معظمهم من المسلمين. وهذا ما سماه رونو كامو بـ”الإبادة الجماعية بالإنابة”.

ويبدو إذن أن ديكتاتور إفريقيا الجديد، قيس سعيّد قد تبنى هذه النظرية بالرغم من كون تونس دولة إفريقية، وليس هذا فقط، بل من الدول التي تحتل رتبا متقدمة في تصدير المهاجرين لأوروبا، خاصة في الآونة الأخيرة بعدما فضّل آلاف التونسيين ركوب قوارب الموت والمخاطرة بحياتهم للعبور للضفة الأخرى، هربا من الوضع المزري الذي أصبحت تعيشه تونس في عهد الرئيس الانقلابي الحالي.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *