

عادت المدعوة وهيبة خرشش، الضابطة السابقة في سلك الشرطة، إلى الظهور بعد عام كامل من صمتها المطبق، وهي المدة التي ظلت فيها المخابرات الجزائرية في تنسيق تام مع وهيبة التي كانت تضطر إلى التنقل إلى سويسرا من أجل الخضوع إلى الاختبارات المرتبطة بالبديهة والاستيعاب والتواصل والقدرة على توظيف المعطيات والتعامل مع التعليمات.
وقد ظهرت المدعوة لتلعب مسرحية جديدة من مسرحياتها الركيكة الهادفة إلى ابتزاز كل الأطراف التي تنسق معها أو التي تعاديها بهدف الحصول على المال ومقاومة كل الصعوبات التي تواجهها بالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد سجن معيلها ومحتضنها الرئيسي محمد زيان.
وإضافة إلى خيبة الأمل التي تعانيها وهيبة خرشش بسبب انقطاع تواصلها مع محمد زيان، فإنها تواجه مصاعب كثيرة بسبب ضرورة تنقلها إلى إسبانيا أو سويسرا كي تستكمل التنسيق مع عناصر المخابرات الجزائرية، والتي كشف عنها المدعو سعيد بنسديرة في آخر ظهور له، حين أكد أنه في تواصل دائم مع الضابطة المغربية السابقة قصد حثها على مهاجمة المؤسسات المغربية.
ولقد ظلت وهيبة خرشش تخفي عن أقاربها الوجه السيئ في شخصيتها الذي دفعها إلى التخلص من ابنيها (فتاة وطفل) وهما معا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث تنازلت عن حق حضانتهما لعمتهم في اليمن، علما أن لا شيء يعوض حنان الام والأب، وأن ظروف اليمن الاجتماعية والسياسية تعني أن هؤلاء الأطفال قد يلقون حتفهم بسبب الحرب، أو بسبب الجوع، أو بسبب ضعف الإمكانيات والتجهيزات التي يحتاج إليها ذوو الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة.
فكيف لقلب أم أن يرمي بفلذتي كبدها وهم في سن صغيرة إلى جحيم الحروب ويحتفظ بالطفلة السليمة جسديا لإشهار ورقة الأمومة أمام الجميع، بينما هي تستعرض عضلاتها اللسانية أمام البيت الأبيض، وتنال متعتها من زواج اختارت هي وعشيرها اليمني أن يكون زواجا “للمتعة” لينضاف إلى سلسلة فضائحها المرتبطة بالانحراف عن عقيدة وأخلاق المجتمع المغربي.
ولعل سلوك الخيانة عند هذه السيدة يجري في جسدها جريان الدم في عروقها، إذ أنها توافقت مع رجل يمني لا يهتم بمشاكلها وقضاياها حول زواج مفبرك صالح لتغليط أقاربها لا غير، وهو الزواج الذي نتج عنه ثلاثة أطفال من بينهم ابنين معاقين، تلافت في كل فيديواتها الحديث عنهم، وظلت تركز على طفلتها السليمة جسديا.
إلا أن مسلسل الخيانة والانحراف لم يتوقف عند هذه الأمور فقط، فإضافة إلى خيانة زوجها ضمن شريط غني من المغامرات مع المحامي السجين، وخيانة مشاعر الأمومة لديها حين أرسلت ابنيها إلى الموت، رغم أن مكانهما يجب أن يكون بجانب أبويهما المتجنسين في الولايات المتحدة، وهي دولة تعج بالمؤسسات المتخصصة في دعم ومرافقة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن هذه المختلة سلوكيا فضلت أيضا خيانة الوطن والارتماء في حضن أعدائه التاريخيين في الجزائر.
إن الجزائر، التي اعتادت تجنيد أفراد مثل ديفيد كين وجون بولتون وجيم إينهوف، أصبحت اليوم تكتفي باستمالة أشخاص نكرة ومجهولين ليست لديهم أي مكانة أو معارف سياسية، وهذا ما يؤكد ما أوردته جريدة لوفيغارو على لسان سفير فرنسي سابق بالجزائر، كزافييه درينكور، حين أكد للعالم أن الجزائر أصبحت على حافة الانهيار.