الأخبارجديد الصحفخارج الحدودمستجدات

“لوموند ديبلوماتيك” تكتب عن المغرب بمداد السرقة والسعار

الخط :
إستمع للمقال

لم يبق لجريدة “لوموند ديبلوماتيك” إلا أن تحول اسمها إلى  “لوموند فاناتيك” Le” Monde fanatique”، لأنه يليق بوضعها الحالي وبمقالاتها المليئة بالحقد والكراهية. والحقيقة التي لا يمكن ان يخفيها أحد أن كتابات هذه الجريدة الشهرية أصبحت مرتعا للغلو والتعصب والعدوانية.

وإذا كانت الصفة التي اخترناها لهذه الجريدة الدولية لم تأت من باب الصدفة أو ضعف في التوصيف، فلأنها أصبحت متخصصة في استصغار الدول الإفريقية، بالرغم من أنها صحيفة نخبوية، توزع وتباع بأثمنة باهظة، بالمقارنة مع تكلفة طباعتها.

وفي عددها الصادر يوم بداية شهر أبريل، خصصت الجريدة بـ”سخاء” كبير صفحتين كاملتين للحديث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، وهذا السخاء لم يكن لأهداف موضوعية أو علمية، بل كانت دوافعه مدفوعة الثمن مسبقا، خاصة أمام الأزمة المالية التي تعانيها الجريدة، وتحدثت عنها في صفحتها الثانية، حين توسلت لقراءها بأنها على أبواب الإغلاق، ما لم يسارعوا إلى الاشتراك في نسختها الإلكترونية.

وبمناسبة نداء “السعاية” الذي وجهته الجريدة في صفحتها الثانية، نود التذكير فقط بأنها اعترفت بكونها اعتمدت في إصدار هذا العدد على آليات التحكم عن بعد، وأن الأمر تسبب لها في ارتكاب أخطاء كثيرة. والحقيقة أن التحليل المنشور في الصفحة الرابعة، تشتم منه رائحة التحكم عن بعد، ولذا فقد كانت نتيجته أنه كان مفعما بالأخطاء التي يصعب إحصاءها.

لقد تحدث التحليل عما سماه النموذج المغربي، وركز اتهاماته على نقاط الظل، متحاشيا الحديث عن ملامح الضوء والتغيير الكثيرة. بل إنه اكتفى بسرقة مجموعة كبيرة من مقالات الصحف المغربية، التي تتحدث عن البطالة، وعن الريع، وعن الرشوة، وعن ضعف البنية التعليمية والصحية، وأضاف اليها بعض المعلومات المغلوطة حول ما سماه جدلا في المغرب بسبب القطار فائق السرعة، أو محاكمة المتهمين في احتجاجات الريف.

ورغم المعلومات السطحية الواردة في التحليل، والتي ما فتئت الصحافة المغربية تؤكد على ضرورة مواجهتها في المغرب، فإن باقي المعطيات كانت مشوبة بالتشويه والتضليل والتزييف.

ولعل أغرب ما لم ينتبه اليه كاتب هذا التحليل، هو أنه كتب مقاله أياما قليلة قبل أن يعري فيروس “كورونا” واقع الحال في فرنسا، التي طالما أغرتنا بوجهها المكسو بالطلاء، وبفمها المغطى بأحمر الشفاه .

ففرنسا التي تتباهى بصحافتها المتطاولة على الغير، والمتباهية بأنها بلد الحريات، لم تصمد طويلا أمام احتجاجات البدلات الصفراء التي كشفت حقيقتها، وعرت زيف ديمقراطيتها وقوانينها أمام العالم أجمع. وفرنسا التي طالما ادعت أنها أرض الإمكانيات والبنيات الصلبة، لم تستطع الصمود فانهارت في ظرف ساعات فقط أمام كائن غير مرئي اسمه فيروس كورونا، الذي قدم للعالم أجمع حقيقة هذا البلد المحشو داخل الجسم الأوروبي. فلا المستشفيات مجهزة بما يلزم، ولا الحكومة في مستوى المسؤولية والمواجهة، ولا الإمكانيات متوفرة للطاقم الطبي، بما في ذلك أبسط ما يمكن أن يوفر الحماية لهم كالكمامات مثلا. 

إن فرنسا التي امتصت خيرات افريقيا ونهبتها أثناء فترة الاستعمار، هي من يسعى أطباءها اليوم إلى تحويل الإنسان الإفريقي الى فأر تجارب لتزرع فيه سمومها القاتلة كي تبحث عن لقاح لفيروس كورونا. بل ان التصريحات التلفزية الواردة مؤخرا على لسان مسؤولين في القطاع الصحي الفرنسي، وصفت المرأة الإفريقية بالزانية، وقالت إنها والرجل الإفريقي يجب أن يخضعان للتجارب المخبرية في البحث عن الأدوية واللقاحات.

لقد قلنا مسبقا أن ما يشفع لكاتب التحليل أنه خط كلماته أياما قبل أن تظهر أمامه فرنسا على حقيقتها، معراة من كل ما يمكن أن يستر عورتها. لكن ما لا يمكن أن يتسامح معه القارئ المغربي، أن هذه الكتابات تناسلت في الفترة الأخيرة، من جهة واحدة تدين للملياردير هشام العلوي، ابن عم الملك، الذي ينهش في محيطه وأسرته ووطنه، بشكل فاق السعار والتوحش.

ففي أسبوع واحد، شتم الحسين المجدوبي، المختبئ في اسبانيا، المغاربة جميعا، ونعتهم ب”السدج”. وهوالذي يقتات على بقايا طاولة هشام العلوي مع ابنته التي تدرس في بريطانيا. وتطاول مصطفى أديب على توابث الأمة، وهو المعتوه الذي لم يتردد في كشف تواطئه مع المخابرات الفرنسية، علما أن هذا الشخص معتاد على مسح لعابه بمنديل هشام العلوي. لقد عودنا خصوم المغرب وأعدائه على شن حملاتهم مع اقتراب ذكرى عيد العرش، وهاهم قد بدؤوا. لكن وككل سنة، ستمر القافلة وتبقى الكلاب تنبح.

إن الأموال التي يصرفها أعداء الوطن ضد وطنهم، ستدفع المغاربة يوما للالتماس من ملك البلاد، باتخاذ القرار المناسب في حقهم، كما فعل المولى عبد العزيز، في نهاية القرن التاسع عشر، في حق الحاجب با احماد، حين جرده من كل أملاكه قائلا: “لقد صادقتك قبل وفاة والدي، وأنا ولي للعهد، ولكن الشعب رفضك بعد وفاته، وأنا لا أرفض طلبا لشعبي”. 

لا ندري إن كانت صداقة هشام العلوي مع مدير نشر جريدة “لوموند ديبلوماتيك” المسمى “سيرج حليمي ” هي التي حولت هذه الجريدة الى مدفع يقذف حقده وعدوانيته في اتجاه المغرب. ولا يخفى على العارفين بالإعلام كيف استطاع سيرج حليمي تحويل الخط التحريري للجريدة من مدافع عن قيم العالم الثالث، ومعادي للسياسة الأمريكية، إلى خط معادي للدول النامية ومحابي لليبرالية.

وسيرج حليمي لمن لا يعرفه هو ابن المحامية التونسية الفرنسية ذات الأصول اليهودية التي عرفت بمواقفها الغريبة، ومنها معاداتها لأخيها، وتحمسها لأبيها الذي كان “بربريا” متعصبا ضد العربية. وهذه السيدة التي تبلغ اليوم من العمر92  سنة، هي نفسها من قالت يوما: “أنا إنسانة مسعورة، وتتملكني قوة متوحشة، وسأحرر وأحمي نفسي بهذا السعار المتوحش”… ذاك إذن هو ما ورثه ابنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى