الأخبارخارج الحدود

ماذا سيفعل جنرال باطاطا، جنرال سميدة وجنرال «بْييس ديطاشي»… الجزائر على فوهة بركان اجتماعي !

الخط :
إستمع للمقال

يذكر الكثير من المغاربة الذين يعيشون على الحدود الشرقية للمملكة، بكثير من الفكاهة تلك التسميات التي كانوا يسمعونها على لسان إخوانهم الجزائريين، سواء عندما كانت الحدود سالكة بين البلدين ، أو تلك التي كانوا يتداولونها مع أفراد العائلات التي تزورهم في المغرب أو يزورونها في الجزائر..بعد إغلاق الحدود.
ومن بين التسميات المرحة ، ربط الرتب العسكرية لكل جنرال بالقطاع الذي يديره في إطار التهريب الكبير أو في إطار الرخص الاستثنائية أو من خلال الاستيراد والتصدير وتوازن الريع في أعلى الهرم العسكري الحاكم .

كان هناك جنرال للباطاطس، وجنرال للـ«سميدة» وجنرال للـ «بْييس ديطاشي»…
وقد عادت إلى أذهان أهالينا في الشرق كل هذه التسميات عندما ذكرها الصحافي السوري المقيم في قناة «الجزيرة» فيصل القاسم، في تنذر كان المغاربة قد سبقوه إليه، عند ما تحدث عن «جنرالات البطاطا والرز والحليب..».
ومن المظاهر التي تثبت أن الأزمة كاملة والانهيار واسع أن الجنرالات ، بأسمائهم الخضراواتية
أو الصناعية أو الغذائية كلهم بدأوا في جني ثمار الأزمات المعشية ،في عز الثروة ،كما في عز الثورة..!
وتفاقمت الأزمة والجزائر تحافظ على شراء السلم الاجتماعي عبر تقديم مساعدات مباشرة كانت مداخيل البترول تسمح بها، أما حقيقة الأسعار التي تقترب من جيوب وقفف الجزائريين فستكشف مزيدا من النذرة والقلق والسخط الاجتماعيين.
وقد نقلت وكالات الأنباء ومنابر إعلامية متقاطعة القلاقل المنتظرة قريبا بعد ان تقرر
نهاية الدعم على المواد الاستهلاكية…
فالجزائر التي تراجعت عائداتها من النفط والغاز منذ سبع سنوات، قررت «الأسبوع الماضي التخلي عن الدعم العام للمواد الاستهلاكية الذي يبتلع مليارات الدولارات كل عام» ، مضاف إليه جنون التسلح الذي تبيعه كمادة استهلاكية سياسيا وإعلاميا بدون إقناع أحد من أبناء الشعب الجزائري الشقيق… الذي « تخشى شريحة واسعة منه تأثير رفع الدعم على معشيتهم»، كما أوردت وكالة «فرانس بريس» التي لا تخفي تعاطفها مع نظام «الجنرالات الخضراواتيين»!.
فالوضع الحالي غير مقبول ولامحتمل ، سواء بالنظر للأجور أو بالنسبة للأسعار .فقد وصفت سيدة جزائرية الأمر بأنه «كارثة.»… ستليه زيادات كبيرة في أسعار السكر والوقود و…….الماء!
ومنذ مدة والبلاد تعيش على ارتفاع الاسعار ، وحرمان المواطنين من كل أنواع الخضر والفواكه ونقلت مصادر إعلامية – متعاطفة مع النظام مع ذلك- ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في الأسابيع الأخيرة. و«تضاعف مثلا سعر كيلو البطاطا ثلاث مرات خلال فترة محددة ليبلغ 140 دينارا مقابل 40 دينارا في الأيام العادية، وذلك تحت تأثير ندرة هذه المادة الأساسية على موائد الجزائريين….»!
وعوض ان تنكب العساكر الحاكمة على إصلاح الاقتصاد والأسعار والرفع من مستوى العيش، كما يوصي بذلك خبراء من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاقتصاديين ، تهرب الى الأمام بافتعال أعداء يخربونها من الداخل!
ومنذ أربع سنوات مضت، كان رئيس الدولة عبد المجيد تبون .. رئيسا للوزراء، وكان قد وعد بحل الأزمة المتعددة الأبعاد، لكن بدون جدوى، وكثير من الجزائريين والمتابعين من الخارج لا ينتظرون منه نتيجة إيجابية بعد أن صار رئيسا للجمهورية… البطاطوشية !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى