ماذا يحدث في سوريا؟ تصعيد عسكري واشتباكات دامية

تشهد سوريا منذ يوم أمس الخميس، تصعيدا أمنيا غير مسبوق، حيث أطلقت القوات السورية حملة عسكرية واسعة ضد ما أسمته بـ”فلول النظام السابق” في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
ووفقا لما نقلته مصادر إعلامية، فإن العمليات العسكرية تركزت بشكل أساسي على جبلة، وسط تعزيزات مكثفة أرسلتها القوات السورية لاستكمال السيطرة الميدانية على المناطق التي ما زالت تشهد مقاومة شرسة.
ما يثير التساؤلات هو تنظيم الهجمات التي شنها فلول النظام السابق، حيث كشفت مصادر ميدانية “للعربية” عن كمائن محكمة وهجمات متزامنة استهدفت قوات الجيش السوري، وخاصة على محور حلب – اللاذقية، وهذه الهجمات توحي بأن المواجهات ليست مجرد جيوب مقاومة متناثرة، بل عملية عسكرية مضادة منظمة، مما يطرح تساؤلات حول القوى التي تقف وراءها، وحجم النفوذ الذي ما زال يتمتع به فلول النظام السابق داخل الأراضي السورية.
في ظل هذا التوتر المتصاعد، أعلنت السلطات الأمنية فرض حظر تجوال في مدن اللاذقية وطرطوس، وهي خطوة تعكس حجم الخطر الأمني الذي تواجهه المنطقة، فبالنظر إلى سرعة التصعيد واتساع رقعة الاشتباكات، يبدو أن المشهد السوري مرشح لمزيد من التعقيد في الساعات والأيام القادمة، خصوصا مع وجود مخاوف من انتقال الاضطرابات إلى مناطق أخرى داخل البلاد.
ويبقى السؤال الأهم، هل نحن أمام مواجهة عسكرية عابرة، أم أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار الأمني؟ التطورات الميدانية وحدها ستحدد الإجابة، لكن المؤكد أن ما يحدث اليوم في اللاذقية وطرطوس قد يكون بداية لتحولات كبرى في المشهد السوري، خاصة إذا استمر النزاع واتسعت رقعته ليشمل مناطق إضافية.