

أعادت المناورات الفرنسية داخل البرلمان الأوروبي وغيره من المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تستهدف المغرب لمحاولة النيل منه وابتزازه، إلى ذاكرة المغاربة الجرائم والإبادات الجماعية المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي في حق المقاومة والشعب المغربي.
وتكشف بشاعة جرائم فرنسا المرتكبة في حق المغاربة الوجه الخبيث لهذه الدولة الاستعمارية، التي تحاول اليوم الظهور بمظهر “الأستاذ” الذي يجيد تقديم الدروس في مجال حقوق الإنسان واحترام مبادئ الإنسانية، فيما يثبت التاريخ خلاف ذلك.
ومن منطلق مواكبتنا في موقع “برلمان.كوم” لمختلف القضايا التي تهم وطننا، خصوصا إذا تعلق الأمر باستهداف المملكة وابتزاز مؤسساتنا الوطنية عن طريق اتهام المغرب بمزاعم لا أساس لها عمليا وعلميا لمحاولة ثنيه عن مواصلة مسيرته التنموية وعرقلته والتشويش على وحدته الترابية، ارتآينا أن نسلط الضوء على محطات من التاريخ المغربي، وعلى جرائم بشعة ارتكبتها فرنسا في حق المغاربة، وتستوجب الاعتذار.
تحالف الجيش الفرنسي مع نظيره الإسباني في عملية ”إيكوفيون”
تشكل عملية ”إيكوفيون”، حينما تحالف جيش الاستعمار الفرنسي مع نظيره الإسباني يوم 10 فبراير 1958 للإطاحة بجيش التحرير المغربي والمقاومين المغاربة، بعدما عجزت القوات الإسبانية السيطرة على الأقاليم الجنوبية، إحدى أبرز الجرائم الفرنسية التي تعكس الخبث الفرنسي ووقوفها ضد الوحدة الترابية المغربية وعرقلة استكمال المغرب لمسار استقلاله.
وجندت فرنسا الاستعمارية، التي تحاول اليوم تغليط الرأي العام الدولي والظهور بمظهر “البراءة” 5000 عسكري و70 طائرة حربية و500 شاحنة قدمت من تندوف وانضافت إلى 9000 جندي إسباني، وذلك بهدف الهجوم على المقاومة المغربية يوم 10 فبراير 1958 ضمن عملية سرية.
وهكذا، عمل كل من الجيش الفرنسي ونظيره الإسباني، على تنفيذ إبادة جماعية في حق المقاومين المغاربة والمدنيين، من نساء وأطفال وشيوخ، مما ألحق خسائر بشرية ومادية جسيمة في صفوف جيش التحرير المغربي، الذي كان على وشك الإطاحة بالجيش الإسباني واسترجاع الصحراء المغربية، لولا تدخل الاحتلال الفرنسي وانضمامه إلى القوات الإسبانية.
وقبل تنفيذ عملية ”إيكوفيون” التي تعني ”المكنسة” باللغة الإسبانية، تم شن حملة من الغارات الجوية ضد السكان الرحل بغية إبادة كل ما يملكون من الحيوانات والماشية، ليفقدوا بسببها كل ما يملكون من وسائل عيشهم الوحيدة”، وهي مناورة خسيئة ارتكبها الاحتلال في حق سكان عزل دون أسلحة.
وكانت هذه المجزرة، مجرد تمهيد من قبل التحالف الفرنسي الإسباني، للهجوم على مراكز جيش التحرير المغربي يوم 10 فبراير من ذات السنة، في كل من أو سرد بالتيرس والسمارة وتافودارت، بدعم من السلاح الجوي والمشاة ليتم إرغام الجيش المغربي على الانسحاب إلى مواقعه الخلفية.
”إيكوفيون”.. جريمة تستوجب الاعتذار للمغرب والشعب المغربي
تكشف بشاعة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق المغاربة وجيش التحرير، عن حقيقة النظام الفرنسي، وتفضح كل ادعاءاته التي تزعم الدفاع عن الحقوق والحريات، وحماية حقوق الإنسان، مما جعلنا نتساءل ”أما آن لفرنسا أن تعتذر للشعب المغربي وللمغاربة عن هذه الجرائم ؟”.
وطبعا، الاعتذار الذي نتحدث عنه اليوم، لا يتعلق بجريمة عملية ”إيكوفيون” وحدها التي انتهت يوم 25 فبراير 1958، على اعتبار أنها من بين أهم الجرائم المرتكبة في حق جيش التحرير والمدنيين المغاربة، بل من المفروض على النظام الفرنسي الذي ما يزال يتعامل مع المؤسسات المغربية بعقلية المستعمر أن يعتذر لبلادنا عن جميع الجرائم والإبادات التي نفذها طيلة سنوات الاستعمار.