

قال المحلل السياسي، محمد بودن، إن “التعليمات الملكية السامية لتأمين عودة المواطنين المغاربة من السودان، تجسد الحس الإنساني المتأصل في شخصية الملك محمد السادس ومبادراته الملموسة التي تعد أمثلة بارزة على أعمال جليلة مطبوعة بالاستباق والفاعلية والمضمون الإنساني”.
وأصدر الملك محمد السادس، يوم أمس الإثنين، تعليماته لتأمين عودة المواطنين المغاربة من جمهورية السودان، إثر الأحداث الأخيرة التي شهدها هذا البلد جراء تدهور الأوضاع الأمنية، عبر تنظيم جسر جوي، بتنسيق مع الخطوط الملكية المغربية، وفق ما ذكره بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وعلاقة بذلك، استحضر بودن، ضمن تصريح لـ”برلمان.كوم”، القرارات الملكية التي اتخذها الملك محمد السادس في لحظات صعبة مشابهة، منها ما يهم على سبيل المثال، إجلاء الطلبة المغاربة من ووهان في الصين خلال تفشي فيروس كورونا، وضمان عودة الطلبة المغاربة في أوكرانيا، إثر الحرب الروسية، مؤكدا أن كل هذا ”يبعث من جهة برسائل ذات رمزية سيادية متفردة في التعامل مع مثل هذه التطورات، كما أنها من جهة أخرى مناسبة لتأكيد حرص الملك محمد السادس وعنايته الموصولة والمستمرة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج”.
وأكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن “المصالح الدبلوماسية المغربية بذلت قصارى الجهود، وقامت بعمل مكثف لإجلاء المواطنين المغاربة في وضع آمن من السودان”، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنها ”لم تعلن عن كيفية الاستجابة إلا بعد تلقي تأكيدات وتأمين ممر آمن من الخرطوم إلى بورتسودان في رحلة برية تقارب مسافتها 1000 كلم”.
وتابع المحلل السياسي ذاته: ”المملكة المغربية أعلنت عن نتائج المرحلة الأولى من العملية بعد التأكد من أن الوضع الداخلي في السودان يزداد تعقيدا، مما يعكس العمل المغربي في جميع الاتجاهات ومع مختلف الشركاء من أجل عملية إجلاء مثلى، كما أن التوجه نحو بورتسودان كان هو الخيار الأكثر أمانا للمواطنين المغاربة بالمقارنة مع المسارات الأخرى مع بعض البلدان المجاورة للسودان”.
وخلص بودن، في حديثه للموقع، إلى التأكيد على أن “الإجراء العملي والميداني الذي قامت به مصالح سفارة المملكة المغربية بالسودان يبرز في التمكن من التغلب على التحديات التي فرضها انهيار عمليات الاتصال الهاتفي أو عبر الإنترنت في هذا البلد بشكل أعاق تنسيق مختلف عمليات الإجلاء الدولية”.
وتشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الوقت الذي حذرت فيه منظمات دولية من تردي الأوضاع في البلاد، إثر التداعيات الوخيمة لذلك على الساكنة ومختلف القطاعات.
وكان طرفا النزاع في السودان قد وافقا يوم أمس على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، وفق بيان صدر عن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن.