

قال المحلل السياسي محمد بودن، إن بلاغ الديوان الملكي الصادر صباح يوم أمس الإثنين، بشأن ادعاءات حزب العدالة والتنمية حول العلاقات المغربية الإسرائيلية ”حدد بوضوح القواعد الأساسية التي تحكم السياسة الخارجية للملك محمد السادس”، مؤكدا بأنه بلاغ ”يتماشى بالكامل مع مقاربة الشفافية والوضوح التي يتعامل بها المغرب داخليا وخارجيا”.
ونبه رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، ضمن تصريح لـ ‘‘برلمان.كوم”، إلى أن المملكة المغربية مستمرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مضيفا في هذا السياق: ”الكل يعلم حكمة مواقف الملك أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس ودعمه الميداني لصمود المقدسيين بأعمال إنمائية وإنسانية وجعله للقضية الفلسطينية في نفس منزلة قضية الوحدة الترابية”.
وعلاقة ببلاغ الديوان الملكي، اعتبر بودن، أن “إعادة التأكيد على جعل القضية الفلسطينية في نفس منزلة قضية الوحدة الترابية كعنصر الجوهري وأولوية في السياسة الخارجية المغربية يمثل تحصين للقضية الفلسطينية من بعض الاستخدامات السياسوية”.
وبشأن ادعاءات حزب العدالة والتنمية، أفاد المحلل السياسي، أن ”البيجيدي” ليس في وضع يسمح له بـ”تحديد القواعد الأساسية في السياسة الخارجية للمملكة المغربية المؤطرة بنص الدستور وروحه، وفي إطار رؤية الملك محمد السادس للمصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية”.
ثم إن مختلف القوى الدولية تحترم المغرب لأنه يدافع عن مصالحه الوطنية ولا يهدف إلى الإضرار بالمصالح الأساسية لأي طرف وعلى رأسها حقوق فلسطين، يورد بودن، الذي أكد أنه ”من منطلق مسؤوليات حزب العدالة والتنمية لسنوات في الشأن الحكومي فمن المفترض أنه يدرك التقاليد المؤسسية ومنطق الدولة، ولا سيما ما يهم السياسة الخارجية واستثمار موقعه البرلماني في مساءلة السلطة الحكومية المكلفة بالخارجية سواء عبر اللجان أو الآليات التي تسمح بالتفاعل المؤسسي مع العلم أن وزير الخارجية ما فتئ يتواصل في إطار تشاركي مع ممثلي الأمة في مختلف المحطات التي تتطلب ذلك”.
ولفت المتحدث، إلى أنه ”من المؤكد أن مثل هذه الخرجات غير المؤطرة قد يتم استغلالها من طرف خصوم مصالح المغرب في ظل الجهود التي تبذلها الدبلوماسية المغربية على مستوى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، فضلا عن كونها تضع علامات استفهام حول السلوك السياسي لحزب العدالة والتنمية الذي لم ينتج موقف بخصوص تطور العلاقات بين تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية وإسرائيل في الوقت الذي يتخذ موقفا تجاه الموقف السيادي للمغرب بشكل يفتقر للترابط بين السياقات والوجاهة بحكم أن (البيجيدي) من بين الموقعين على الإعلان الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي المؤرخ في 22 دجنبر 2020.
وفي هذا الصدد، شدد بودن، على أنه ”لا يمكن السماح بطغيان الحسابات الانتخابية والاستغلال العاطفي الكلاسيكي للقضية الفلسطينية”، مبرزا أنه ”إذا كان ثمة ضرر لحق بالبطن الانتخابي لحزب العدالة والتنمية فلا يمكن استعادته بسلك طريق إدراج القضية الفلسطينية في أجندات انتخابية”.
وخلص المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية ، في حديثه للموقع، إلى أنه بحكم أن ”السياسة الخارجية في عالم شديد التعقيد تبدأ من الداخل، فإن هذا وقت التركيز على المصالح الوطنية بشكل متماسك وموحد خلف قيادة الملك محمد السادس”.