
صدر حديثا كتاب “سادس المحمدين، خدن الصلاح والإصلاح خمس وعشرون سنة من العطاء” من تأليف محمد رشدي الشرايبي، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، ويعكس هذا الكتاب رؤية شاملة لمسيرة الملك محمد السادس منذ توليه الحكم، مسلطاً الضوء على أسلوبه في إدارة البلاد، والذي يتسم بالصراحة والوضوح، والالتزام بالإصلاح والتنمية.
نصل في هذه الحلقة إلى الفصل الثالث من الكتاب، الذي يتناول فيه الشرايبي التحديات والإكراهات التي تواجه المملكة المغربية والتي يجب مواجهتها بقدر كبير من الموضوعية والعقلانية.
وفي هذا الفصل، يُسلط الشرايبي الضوء على مجموعة من القضايا الحيوية التي تتطلب مواجهة موضوعية وعقلانية، مشيراً إلى أن الحكمة والرؤية الاستشرافية للملك محمد السادس هي التي توجه البلاد نحو النجاح والاستقرار، ويؤكد أن التحديات التي تواجه المغرب ليست عائقا بقدر ما هي دافع لمزيد من العمل الجاد والمنتج، خاصة في ظل الرؤية الملكية السامية التي تعزز الوعي الجماعي وتحفز على تطوير الفهم العميق للتحديات.
وتحدث مؤلف الكتاب عن أزمة الموارد المائية والتغيرات المناخية، حيث ناقش آثار التغيرات المناخية على الموارد المائية في المغرب، مشددا على أهمية الاستمرار في اتخاذ التدابير العاجلة لمواجهة الجفاف وندرة الماء، كما أبرز الحاجة إلى إعادة النظر في المخططات الفلاحية والصناعية التي تستهلك هذه الموارد الحيوية، مع تعزيز سياسة مائية استشرافية تقوم على التخطيط والبرامج البعيدة المدى.
وأشار الشرايبي إلى الثقة في العمل السياسي، مبرزا أن مستوى الثقة في العمل السياسي والمؤسسات السياسية والمنتخبة، قد تراجع، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة إعادة الاعتبار للشأن السياسي الحزبي عبر محاربة الظواهر السلبية وتجديد النخب السياسية.
وبخصوص النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، ناقش الشرايبي الفجوة بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، ويؤكد على أهمية ربط الاستثمارات والنمو بحياة المواطنين بشكل أفضل.
أما فيما يتعلق بالجهوية المتقدمة واللاتركيز الإداري، أشار الكاتب إلى التحديات المرتبطة بتنزيل الجهوية المتقدمة واللاتركيز الإداري، ويؤكد على الحاجة إلى إصلاحات جريئة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وتطرق إلى محاربة الفقر والهشاشة، ففي ظل الظروف الصعبة التي فرضتها الجائحة الصحية والتضخم العالمي، يُبرز الشرايبي أهمية السياسات الهيكلية لمحاربة الفقر والهشاشة.
وناقش الشرايبي التحديات المرتبطة بتعزيز منظومة الحكامة ومحاربة الفساد، مما يستدعي تطوير آليات الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بتمويل المشاريع الاجتماعية المفتوحة في إطار مشروع الدولة الاجتماعية.
ولم يفوت الفرصة للحديث عن استعدادات كأس العالم 2030 مشيرا إلى أهمية التحضير لاستضافة المغرب لكأس العالم لكرة القدم 2030، وما يتطلبه ذلك من تحديث البنيات التحتية وتغيير العقليات.
وأكد على ضرورة تعزيز الطبقة المتوسطة، مبرزا أهمية الحفاظ على حجم الطبقة المتوسطة وتوسيعها، كونها عاملاً رئيسيا في الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، وتطرق إلى الحاجة إلى تعزيز التنمية الرقمية وتوسيع استخدام التكنولوجيا والابتكار في كافة أنحاء البلاد.
وفي ختام الفصل الثالث، يؤكد محمد رشدي الشرايبي أن التحديات والإكراهات مهما كانت كبيرة، فإن المغرب بقيادة الملك محمد السادس سيستمر في تحقيق النجاح والتقدم، مشددا على أن الرؤية الملكية الحكيمة والمتبصرة هي التي ستقود البلاد نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وستجنبها الفشل والعشوائية، مسترشدة بالتناغم بين الملك والقوى الحية للمجتمع المغربي.



