

سيقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن المغربية، من خلال سلسلة تحمل اسم “مدن مغربية بين الماضي والحاضر”، بحيث سيتم التطرق للحديث عن بعض المدن المغربية لمعرفة تاريخها وأهم المعالم المتواجدة بها، بالإضافة إلى أهم ما تتميز به سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “مدن مغربية بين الماضي والحاضر” لتاريخ مدينة تيزنيت، التي تعتبر واحدة من أعرق المدن المغربية.
وحسب العديد من المراجع التاريخية، فقد تأسّست مدينة تيزنيت عام 1882، وذلك بعد حركات السلطان الحسن الأول بمناطق سوس، حمايةً للمنطقة من أي غزوٍ من جهة الأوروبيين، لا سيّما من ناحية المحيط الأطلسي، وقد اختار حسن الأول موقع المدينة، بسبب قربها من السواحل الأطلسية.
وتلقب مدينة تيزنيت بالعديد من الأسماء، من أشهرها عاصمة الفضة بسبب شهرة المدينة في إنتاج المجوهرات الفضية، كما تعرف تيزنيت باسم العين الزرقاء، أما اسم تيزنيت فيعتقد أنه نسبة لإمرأة إسمها للا زنينية ويقرأ إسمها بالأمازيغية باسم تيزنيت، ويروى أن للا زنينية كانت مارة بهده البقعة القاحلة، فأصابها عطش شديد كاد أن يقضي على حياتها، فتضرعت إلى الله تعالى وطلبت منه المغفرة، وكان يصاحبها كلبها فأخذ يهبش برجليه إذا بالماء ينبع من تحتهما فشربت وحمدت الله، ثم سكنت في ذلك المحل.
وتعتبر صناعة الفضة في المدينة، موروثًا تاريخيًا وحضاريًا ورمزًا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدًا تنمويًا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.
هناك العديد من المعالم التي تتميز بها مدينة تزنيت عن غيرها من المدن، وأهمها مدخل المدينة الذي يتكون من بابين وهما باب أولاد جرار، وباب جديد، كما أنَّ هناك مرصوفة الجدران التي تسمح للزوار بالتسلق عبرها لمشاهدة معالم المدينة الرائعة والاستمتاع بمناظرها الخلابة.
وتتوفر مدينة تيزنيت، على العديد من المعالم التاريخية، من بينها القصبة المخزنية، وتبلغ مساحتها 6704م²، وتملك خمسة أبراج، واستخدمت قاعدة عسكرية رئيسية لضبط الأمن على المستوى المحلي، والعين الزرقاء وهي عبارة عن عين تقع في وسط الذاكرة الشعبيّة، بالإضافة إلى القصر الخليفي، وهو واحد من المعالم التاريخيّة الأساسيّة داخل هذه المدينة، وقد تمّ بناؤه في نهاية القرن التاسع عشر، وخصوصاً بعد الانتهاء من بناء سور المدينة.