

في وقت تجند فيه فرنسا جميع الوسائل لاستهداف مصالح المغرب وسيادته، لعل أبرزها إصدار البرلمان الأوروبي، الشهر المنصرم، بإيعاز من فرنسا قرارا مزعوما حول ”وضعية حقوق الإنسان بالمغرب”، طلع علينا مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، بصورة جمعته ببريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وهو يتباهى بوضعها في حسابه على موقع “أنستغرام”.
وكتب قطبي متباهيا بوضع صورته مع زوجة ماكرون: ” جمعني لقاء ببريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه بباريس، وقدمت لها كتاب يتناول 10 سنوات من عمر المؤسسة الوطنية للمتاحف، وكانت مناسبة أيضا للوقوف على مدى حب هذه السيدة للمغرب”.
وباستحضار استهداف فرنسا للمغرب وتمريرها لمغالطات كثيرة حول وضعية حقوق الإنسان بالمملكة، وتدخلها بشكل سافر في السيادة القضائية للمغرب، فإن مباهاة المسؤول المغربي المذكور بوضعه صورته بجانب زوجة ماكرون أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مجانبة للصواب وومنحرفة على الإجماع الوطني
وتسعى فرنسا من خلال استهدافها للمملكة، إلى الانتقام من المغرب ونجاحاته الدبلوماسية على مستوى جميع المجالات، في محاولة مفضوحة للنيل من سمعته عالميا، خصوصا بعد التقارب المغربي الإسباني، والديناميكية للمغربية في افريقيا،والشراكات الاستراتيجية للمملكة مع قوى دولية، والتي ضيقت على التواجد الفرنسي في عدة محافل على المستوى الإفريقي والدولي.
الوضع الاستراتيجي الذي أصبحت عليه المملكة المغربية على الصعيد الإفريقي والدولي ازعج بدون شك ماكرون ونظامه الاستعماري، وجعلهما في مأزق من امرهما كما دفع بالنواب المحسوبين عليه داخل البرلمان الأوروبي للبحث عن ضحايا وهميين،لاتهام المغرب بالتجسس عن طريق “بيغاسوس” دون أدلة تذكر.
فماذا يسعى القطبي بنشر هذه الصورة؟،أتراه يريد أن يوهمنا بأنه يقوم بدور الوسيط في الأزمة القائمة بين باريس والرباط؟، وحتى وإن كان فعلا وسيطا، فالوساطة تعطي أكلها وتصيب أهدافها حين تكون سرية وبعيدة عن الانظار . اما من الناحية السياسية والبروتوكولية، فلا يمكن لمدير او حتى وزير أن يلتقي برئيس أجنبي أو زوجته بدون إذن أو تكليف من طرف الديوان الملكي. والمعروف عن المهدي قطبي انتماءه ل”وليدات ماما فرنسا”،وحشره لانفه في عدة امور، ولعل نشره لصورته مع زوجة الرئيس ماكرون في هذه الظروف تدخل ربما في هذا النطاق، أي ولاءه لفرنسا، وكأنه يقول لنا “ألي ڤو فير فوتر” (allez vous faire foutre)، ويقول لفرنسا “أنا اخترت معسكري”.
فما رأي وزير الثقافة المهدي بنسعيد؟ وما هو موقف رئيس الحكومة عزيز أخنوش؟