الأخباررمضانيات برلمانمستجدات

أشهر مساجد العالم ..جامع القرويين صرح تاريخي وروحي متعدد الأبواب والوظائف

الخط :
إستمع للمقال

باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.

موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “مساجد حول العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.

يقع مسجد القرويين فى مدينة فاس، وتم الشروع فى بناء الجامع فى الأول من رمضان 245 هجرية الموافق 30 نونبر 859 ميلادية، واستمر بناؤه 18 عاما، حيث ساهمت فاطمة الفهرية في هندسته ومعماره، قبل وفاتها في العام 880 م.

وولدت فاطمة الفهرية عام 800م، حيث هاجرت مع والدها محمد بن عبد الله الفهري، من القيروان إلى مدينة فاس، وبعد وفاته، ترك مالا وفيرا لفاطمة، حيث خصصته لبناء جامع وجامعة القرويين بسبب حاجة الناس لجامع آنذاك، فيما شيدت أختها مريم الفهري جامع “الأندلس” بنفس المدينة.

وحافظ جامع القرويين منذ تأسيسه سنة 859م على يد فاطمة الفهرية، على طابعه الروحاني والتعبدي والعلمي، كما يعد جامع القرويين قطبا تعليميا مهما، وصرحا حضاريا متميزا، ومركزا لتلقين المعرفة العلمية والدينية، فقد استقطب منذ نشأته مجموعة كبيرة من العلماء من عيار ابن رشد، وابن عربي، وابن باجة، وعبد الرحمان ابن خلدون، وابن حرزهم، وعبد السلام بن مشيش.

«جامع القرويين» شيد في مرحلة أولى على مساحة صغيرة، ليستفيد من العناية التي أولته إياها الدول المتعاقبة على حكم المغرب، وتم توسيع الجامع وترميمه وصيانته وتزيينه، حتى أصبح مع مرور الزمن معلمة روحية ترمز لهوية مدينة فاس، وجوهرة فريدة من كنوز وأسرار الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة، والقلب النابض لعدوة القرويين.

بلغت مساحة الجامعة في بادئ الأمر 250 مترا مربعا، بتصميم على شكل شبه مربع على نحو ما عرف في المساجد الإسلامية الأولى، بطول يعادل 39 مترا، وعرض 32 مترا. ثم تم توسيعها في عهد عبد الرحمن الناصر حاكم الدولة الأموية في الأندلس، بعد ذلك، وفي عهود الموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين، استهدفت التدخلات التأثيث وإنشاء المرافق والتزيين بالثريات وإنشاء النافورة الشهيرة التي تتوسطها.

وتواصلت الإصلاحات أكثر من مرة على عهد السلاطين العلويين، حيث تبلغ مساحة القرويين اليوم نحو 5845 مترا مربعا.

إن الغاية الأولى من بناء الجامع كانت تقتصر على العبادة فقط، ليتطور الأمر بعدها ويصبح الجامع معهداً علمياً يوفر تعليماً في العديد من أبواب العلم؛ كالطب، والفلسفة، وعلوم الطبيعة، والفلك، وغيرها.

ويقع جامع القرويين في وسط المدينة القديمة لفاس، حيث يمكن الولوج إليه بسهولة من ساحة “الرصيف” في زمن لا يتجاوز 5 دقائق سيرا على الأقدام. ويجاور المعلمة الدينية عدد من المعالم التاريخية الدينية والثقافية للمدينة من قبيل المدرسة المصباحية التي شيدت في القرن الرابع عشر ميلادي، وساحة الصفارين، وقيسارية الكفاح.

وتتوزع مداخل جامعة القرويين على 17 بابا، من أبرزها باب الشماعين وهو الباب الرئيسي، وتتميز بقبابها الخضراء ومحرابها الخشبي العتيق ونافورتها الدائرية التي تتوسط باحتها، ويتوزع سقفها بين جزء مغطى وجزء مفتوح على السماء.

ويتوفر المسجد على ثلاث أبواب داخلية و14 بابا خارجيا (باب الحفاوة، باب الشماعين، باب الورد، باب ابن عمر، باب الوراقين، باب النطاعين، الأولياء، الخلفاء، باب القضاة، الفرخة،…) تسمح للمصلين بالدخول والخروج من المسجد في راحة وهدوء دون ازدحام.

ويتميز جامع القرويين الذي تحول إلى جامعة في فترة زمنية إلى ما يسمى بـ”الكرسي العلمي المتخصص”، وهي أول جامعة تعمل بنظام الدرجات العلمية، ومنحت فيها أول شهادة دكتوراه في الطب، حيث يستمر التعليم فيها منذ قرون إلى اليوم، دون انقطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى