اخبار المغربرمضانياتمستجدات

مقاصد الصيام.. بين تزكية النفس واستعادة التوازن النفسي

الخط :
إستمع للمقال

يعتبر الصيام ركنا من أركان الإسلام الخمسة، شرعه الله لحكم ومقاصد عظيمة، حيث يسهم في تهذيب النفس وتزكيتها، وتعزيز التقوى في قلب المؤمن. وإلى جانب المقاصد التعبدية التي ترسخ علاقة العبد بربه، هناك مقاصد نفسية تجعل من الصيام تجربة شاملة تؤثر إيجابيا على الإنسان في مختلف جوانب حياته.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبد الجبار شكري، عالم النفس وعالم الاجتماع، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن للصيام في شهر رمضان تأثيرات نفسية مهمة، تتجلى في عدة جوانب تعزز التحكم في الذات والتخلص من العادات السلبية.

وأشار الدكتور شكري إلى أن النتائج النفسية للصيام تتلخص في نقاط رئيسية، حيث تتمثل أولا في تغيير نمط الحياة اليومية خلال رمضان، بما في ذلك أوقات الأكل والشرب، إلى تنمية قدرة الصائم على الانفصال عن الإدمان، كما تتعزز لديه آليات مقاومة الذات لكل ما هو سلبي أو مدمر.

وأردف عالم النفس وعالم الاجتماع، أن الصوم يفرض على الصائم الإرادة السيكولوجية للتخلص من إدمان السجائر أو الحشيش أو المخدرات أو الكحول، وهي فترة ثمينة للصائم للاقلاع عن الادمان في حالة إذا كان متدينا، أو في حالة استعانته باخصائي نفسي يدعمه نفسيا عن الاقلاع.

علاوة على ذلك، فإن الصائم المتدين ينقطع عن الكثير من العادات السيئة التي كان يمارسها فيما سبق كالغضب والعدوانية والحسد والغيرة، يضيف ذات المصدر، وهي دوافع سيكولوجية عدوانية بالرغم أنها موجهة إلى أشخاص آخرين فلها ردود سلبية على نفسية صاحبها، بحيث يعيش حالات الندم والتحسر الذي يفسد حياته.

وهكذا، يتضح أن الصيام لا يقتصر فقط على كونه فريضة دينية، بل يمتد أثره إلى الجوانب النفسية والسلوكية، حيث يمنح الإنسان فرصة لإعادة التوازن إلى حياته، وتقوية إرادته في مواجهة العادات الضارة.

وبفضل تأثيره العميق في تهذيب النفس وتعزيز التحكم في الذات، يظل شهر رمضان محطة سنوية للتغيير الإيجابي، تسهم في تحسين جودة الحياة النفسية والاجتماعية للصائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى