مقاصد الصيام.. من تعزيز التقوى إلى تحقيق التوازن الصحي والجسدي

يعتبر الصيام من بين أفضل الوسائل التي تساهم بشكل فعال في تحسين صحة الجسم والعقل، حيث يعمل الصيام على تنقية الجسم من السموم، ويعزز من قدرة الأجهزة الحيوية على الأداء بكفاءة جيدة خلال هذه الفترة، كما يحصل الجسم على فرصة للراحة والتجديد، مما يسهم في تعزيز النظام المناعي، وتنظيم مستويات السكر في الدم.

وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، في ورقة علمية خص بها موقع “برلمان كوم”، إن الصيام جزء من طبيعة حياة الإنسان، وهو عكس الإفراط والتخمة في تناول الطعام، فيما أشار إلى أن جسم الإنسان مهيأ للتكيف بشكل جيد مع نقص التغذية، حيث يستطيع الجسم تشغيل العديد من الآليات بشكل تلقائي لضمان استمرارية وظائف الأعضاء والبقاء على قيد الحياة في حالات الصيام الطويل، كالإضراب عن الطعام مثلا. في حين أوضح أن الجسم لا يستطيع التكيف مع الإفراط في الطعام، مما يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة.

وأضاف الدكتور حمضي، أن للصيام وظيفة حمائية ووقائية مهمة ضد العديد من الأمراض، مثل أمراض التمثيل الغذائي والالتهابات، كما أن هناك العديد من الدراسات الحديثة التي أثبتت أن للصيام فوائد علاجية أيضا. مبرزا كذلك أن الصيام يساهم في تحسين الصحة بشكل عام.

وأوضح الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الجسم يدخل في حالة الصيام بعد حوالي 8 ساعات من الوجبة الأخيرة، حيث تنتهي الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام المهضوم، وبعد هذه المرحلة، يستخدم الجسم سكر الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات كمصدر للطاقة، ومع استمرار الصيام، وعند استنفاذ احتياطيات الجلوكوز، يتوجه الجسم لاستخدام الدهون كوقود بديل.

وأشار ذات المصدر، إلى أن هذا التحول يساعد الجسم في حرق الدهون، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول السيئ والسكر في الدم. موضحا أن الصيام يمكن أن يساعد في فقدان حوالي 5% من الوزن الأساسي إذا تم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

وأكد الدكتور على أن الصيام يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والشرايين، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. مسجلا أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من السموم المتراكمة في القولون والكبد والكلى والجلد، مما يُساهم في تعزيز الصحة العامة، كما يعطي الصيام للجسم “الوقت” والوسائل لأداء العديد من الوظائف مثل الترميم الذاتي، إزالة السموم، تجديد الخلايا، وتقوية الأنسجة.

وأوصى الدكتور حمضي بضرورة تعويض السوائل التي يتم تقليل تناولها أثناء الصيام بين فترات الإفطار والسحور، وذلك لتجنب الجفاف وضمان الحفاظ على التوازن المائي في الجسم.

هذا ويعد الصيام خلال شهر رمضان ليس مجرد فريضة دينية فقط، بل هو أيضا وسيلة فعالة لتحسين صحة الجسم والعقل، من خلال التكيف الطبيعي للجسم، والتخلص من السموم، وتعزيز جهاز المناعة.