الأخباررمضانياتمستجدات

مقاصد الصيام.. من تعزيز التقوى إلى حماية الصحة من المخاطر الصحية في رمضان

الخط :
إستمع للمقال

يعد الصيام في شهر رمضان ركنا أساسيا من أركان الإسلام، وهو لا يقتصر على كونه عبادة روحانية تهدف إلى تهذيب النفس وتعزيز التقوى، بل يحمل أيضا فوائد صحية متعددة، غير أن هذه الفوائد قد لا تتحقق لدى الجميع بنفس الدرجة، إذ توجد حالات صحية تجعل الصيام خطيرا على حياة الأفراد، مما يستدعي استثناءهم مراعاة لسلامتهم.

وفي هذا السياق، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في ورقة علمية خص بها موقع موقع “برلمان.كوم”، إن صيام رمضان مفيد للصحة على عدة مستويات، لكنه قد يشكل خطرا كبيرا على بعض الأشخاص بسبب حالتهم الصحية، حيث قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى قاتلة في بعض الأحيان. مشيرا إلى أن هناك حالات معينة تُمنع من الصيام، من بينها الأطفال، بسبب هشاشة صحتهم ومرحلة النمو التي يمرون بها، فضلا عن كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للجفاف ويعانون غالبا من أمراض مزمنة.

وأضاف ذات المصدر أن المرأة الحامل قد يمنع عنها الصيام إذا كان يشكل خطرا على صحتها أو على الجنين، كما أن المصابين بأمراض والتهابات حادة أو الذين يتلقون علاجا للسرطان خلال الأشهر الستة التي تلي العلاج الكيميائي لا ينصح لهم بالصيام، ناهيك عن بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة الهضمية النشطة التي قد تتفاقم بسبب الامتناع عن الطعام لساعات طويلة.

وأردف حمضي أن مرضى السكري يحتاجون إلى تقييم دقيق قبل اتخاذ قرار الصيام، إذ يعتمد الأطباء على معايير متعددة لتحديد مستوى الخطر الذي قد يواجهه المريض أثناء رمضان. موضحا أن بعض الحالات يُمنع عنها الصيام بشكل قاطع، مثل مرضى السكري من النوع الأول غير المتوازن، أو الذين يعانون من انخفاض متكرر في نسبة السكر في الدم، أو الفشل الكلوي المتقدم.

وفسر الباحث في السياسات والنظم الصحية في هذا الصدد، أن الحالات التي تصنف ضمن مستوى الخطر المعتدل، كمرضى السكري من النوع الثاني غير المتوازن أو الذين يعتمدون على عدة حقن من الأنسولين، فإن الصيام يكون محفوفا بالمخاطر ويوصى بعدم القيام به إلا في ظروف خاصة. في المقابل، فإن مرضى السكري المتوازن، الذين يتناولون أقراصا علاجية فقط، يمكنهم الصيام من حيث المبدأ، لكن ذلك يتطلب متابعة طبية وتعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي.

وأشار الطبيب إلى أن أمراض القلب والشرايين من بين الحالات الصحية التي تستدعي حذرا شديدا، مبرزا أن المرضى الذين يعانون من أعراض مثل التعب الشديد، آلام القلب، أو ضيق التنفس يجب أن يتجنبوا الصيام، لأن هذه الأعراض تعكس وضعا صحيا غير مستقر يستلزم تدخلا طبيا فوريا.

وأكد المصدر نفسه أن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية على القلب قبل أسابيع قليلة من رمضان، أو الذين أصيبوا بنوبة قلبية مؤخرا، أو الذين يتطلب وضعهم الصحي دخول المستشفى، لا يمكنهم الصيام بأي حال من الأحوال. كما أن مرضى القلب الذين يعانون من اضطرابات خبيثة في ضربات القلب أو يحتاجون إلى تناول أدوية متعددة بانتظام مع ضرورة المراقبة الطبية المستمرة، يُنصحون بتفادي الصيام حفاظا على استقرار حالتهم الصحية.

ولتفادي أي مخاطر صحية قد تنجم عن الصيام، من الضروري أن يعتمد المرضى على استشارة طبية قبل بداية شهر رمضان، لضمان تقييم دقيق لحالة المريض، وتكييف العلاج والنظام الغذائي والنشاط البدني وفقا لمتطلبات الصيام أو بدائله، بما يحافظ على الصحة العامة ويمنع حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى