

تحولت حاويات القمامة على مستوى الشوارع الرئيسية والأحياء الغنية بباريس إلى مصدر غذاء الكثير من أبناء الشعب الفرنسي، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة.
وتداول نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو تظهر عدد من الفرنسيين يقتاتون على بقايا القمامة، بعدما لم يعد بإمكانهم توفير لقمة عيش كريمة بسبب الصدمات التي تلقاها الاقتصاد الفرنسي وفقدان الآلاف لمناصب عملهم .
وخلفت مقاطع الفيديو والصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي صدمة وسط الرأي العام الفرنسي، الذي لم يرى مثل هذه المشاهد منذ عقود خلت.
وحمل الفرنسيون في تعليقاتهم وتدويناتهم، الرئيس إيمانويل ماكرون مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تضرب بلادهم، متهمين إياه بالفشل في المضي قدما بفرنسا نحو الازدهار الذي وعدهم به.
يذكر أن المرصد الفرنسي للظرفيات الاقتصادية، أفاد في دراسة نشرها شهر فبراير الماضي، بأن القوة الشرائية للفرنسيين ستنخفض عند نهاية العام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من 2021.
وأوضح المرصد أن “القدرة الشرائية ستنخفض لكل وحدة استهلاك بين ناقص 1,2 بالمائة وناقص 2 بالمائة بين نهاية العام 2021 ونهاية 2023، وفقا لسيناريوهات التوظيف والأجور المعتمدة لعام 2023″، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض يرجع أساسا إلى تواصل ارتفاع معدلات التضخم خلال 2023.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا الانخفاض سيؤدي إلى محو الزيادة في القوة الشرائية بين عامي 2020 و2021، مع عودة القوة الشرائية لكل وحدة استهلاك في نهاية سنة 2023 إلى مستواها لنهاية عام 2019، أي قبل جائحة “كوفيد-19″؛ ولاحظ أن دخل العمل الحقيقي سينخفض في 2023 بسبب انخفاض الأجور الحقيقية وتقلص دخل العاملين المستقلين.