ملف الأسبوع: جهة الداخلة واد الذهب..التجسيد الفعلي للجهوية المتقدمة

تعتبر جهة الداخلة-وادي الذهب واحدة من أهم الجهات الإدارية ضمن التقسيم الجهوي الجديد للمملكة المغربية، والوحيدة التي لم يطلها أي تغيير من حيث التقطيع الترابي والجغرافي الخاص بها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 142 ألف نسمة حسب أخر إحصاء سكاني تم إجراءه بالمغرب سنة2014، والموزعين على إقليمي الداخلة وأوسرد فضلا عن الجماعات الترابية التابعة لنفوذ الجهة التي يحتل قطاع الصيد البحري أهم الإقتصادات المعتمدة بها إلى جانب قطاعي الخدمات و التجارة.
اليوم وبعد مرور حوالي سنتين ونيف على أخر إنتخابات جماعية وجهوية الأولى من نوعها بعد دستور 2011، ينهض السؤال عن ما تم القيام به خلال على إمتداد هذه المدة من طرف المجلس الجهوي الذي يبلغ أعضاءه 33 عضوا وعن نتائج الجهوية المتقدمة بعد تنزيلها فعليا سنة 2015.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور الحسين أعبوشي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية ونائب رئيس جامعة القاضي عياض وعميد كلية الحقوق بالنيابة بمراكش في تصريح لـ “برلمان.كوم” إن أي تقييم للجهوية المتقدمة بالداخلة واد الذهب بعد مرور سنتين ونيف على الإنتخابات الجماعية والجهوية، يجب أن يكون منطلقا من الرسالة الملكية الموجهة ل”منتدى كرانس مونتانا” الذي إنعقد للمرة الرابعة على التوالي بمدينة الداخلة منتصف مارس الجاري، والتي قام “الخطاط ينجا” للمرة الثانية بإلقاء الرسالة الملكية الموجهة إلى ضيوف المنتدى من رؤساء ووزراء سابقون وشخصيات ديبلوماسية ودولية وازنة، ولما في ذلك من دلالات عديدة وثقة مولوية كبيرة، بالوقت الذي جرت العادة أن يتم تكليف مستشاري الملك في مثل هاته المناسبات وبإلقاء الرسائل والخطب السامية.
وأوضح الحسين أعبوشي في حديثه لـ “برلمان.كوم” عن تقييمه للمسار الذي تسلكه الجهوية بالداخلة واد الذهب بأنه ليس هناك أبلغ مما جاء بالرسالة الملكية إلى “كرانس مونتانا” و التي أكد فيها جلالة الملك على ما يلي “إذا كانت هناك جهة تجسد التنزيل الفعلي لمفهوم الجهوية، فهي هذه الجهة (الداخلة -وادي الذهب) الجميلة، التي تجتمعون فيها اليوم، لاسيما هنا في مدينة الداخلة، فقد شهدت تحولا عميقا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، شأنها في ذلك شأن باقي الأقاليم الجنوبية” .

وتابع أعبوشي أن مضامين الرسالة الملكية يعكس مدى تحقيق جهة الداخلة للكثير من الإنجازات على عدة مستويات والتي يبقى أهمها هو مفهوم التنمية المستدامة كإختصاص فعلي تم إعطاءه للجهات من خلال تمكن هذه الجهة من جعل نفسها قطبا للجاذبية الإقتصادية عبر رؤية إستراتيجية تعتمد على الإمتداد الإفريقي بما يفتح ذلك من أفاق تنموية واعدة حيث ستكون الداخلة محطة مهمة لكل الإتفاقيات بإفريقيا.
وفي هذا الصدد يضيف الدكتور أعبوشي أن جهة الداخلة باتت مثال ونموذج للإستثمارات ونقطة جذب للسياحة العلمية والسياسية والصحراوية وفضاء للملتقيات والمهرجانات الثقافية والإجتماعات الدولية، في ظل تواجد نخبة سياسية من خيرة الشباب الصحراوي لما يتحلون به من كفاءة عالية مثل رئيس الجهة “الخطاط ينجا” الذي يعتبر شخصية هادئة ويتحدث بلغات أجنبية ومنفتح على ثقافات العالم .
وقال ذات المتحدث لـ “برلمان.كوم” بأن ما سلف ذكره بإمكانه إنتاج فائض القيمة على مستوى التنمية المستدامة كإختصاصات فعلية أعطاها القانون التنظيمي للجهات بالموزاة مع نجاح جهة الداخلة في تحقيق الشق الخاص بها ضمن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وقطع أشواط متقدمة في تنزيله، أمام إستفادة الساكنة من عائدات الصيد البحري الذي تعتمد عليه الجهة في إقتصادها والذي ألقى بظلاله على حجم التطور بالبنية التحتية للجهة من مطار وفنادق وفضاءات وغيرها من التجهيزات فضلا عن توفير فرص الشغل والنهوض بالجانب التنموي والإجتماعي.
وأشار الدكتور أعبوشي أن المميزات المذكورة للداخلة واد الذهب جعلتها إستنثناء إيجابي من بين كل الجهات بالمغرب سواء بالأقاليم الجنوبية أو الشمالية والشرقية من المملكة من خلال تأكيدها على تنزيلها الصحيح لمفهوم الجهوية والتنمية المستدامة وترجمتها الحقيقية لكلام صاحب الجلالة بأن الجهوية ليست فقط نقل إختصاص بقدر ماهو إصلاح بنيوي للدولة عبر جهوية مجتهدة وقادرة على الإبداع والإبتكار لأجل الإقلاع التنموي و خلق الثروة وفرص الشغل للساكنة وتمكينها من إستثمار منتج ويعود بالنفع عليها وعلى الجهة وباقي الأقاليم الجنوبية.





