الأخبارخارج الحدودمستجدات

من كان وراء محاولة اختطاف الصحفي الجزائري هشام عبود بإسبانيا؟

الخط :
إستمع للمقال

 تم اختطاف هشام عبود المنفي بباريس، وهو صحفي ومعارض جزائري، من أصل أمازيغي، من قبل أربعة أشخاص ملثمين، أخذوه إلى ليبريجا، وهي قرية بإشبيلية يمر منها نهر الوادي الكبير، حيث يستخدم مهربو الكوكايين والحشيش مساره لقواربهم السريعة. وبينما كان مختطفوه على وشك وضعه على مسند مكبل اليدين ومعصوب العينين، تمكن الحرس المدني من العثور عليه وتحريره. 

ويتساءل صحفي بموقع إلموندو الناطق بالإسبانية الذي نشر مقالا مطولا في هذا الصدد، “إذا لم تكن حكومة بلدي هي التي تقف وراء هذه العملية، فمن يمكن أن يكون؟”

الصحفي هشام عبود، يتحدث إلى جريدة كرونيكا من باريس، بينما لا يزال الخوف بداخله. هذا المعارض للنظام العسكري الجزائري، المنفي في العاصمة الفرنسية منذ عقود، اعترف أنه على قيد الحياة بفضل معجزة.

واختطف عبود يوم الخميس 17 أكتوبر المنصرن، بطريقة شبيهة بأفلام الجاسوسية. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لشيء مماثل، حيث يدعي أنه تعرض لمحاولة تسميم في لييج (بلجيكا)، في نونبر 2021، وعملية اختطاف في مدريد في دجنبر 2022.

ووفق ما صرح به للصحافة، قال هشام عبود، “في ذلك الخميس، ذهبت إلى برشلونة “لإجراء بعض الاتصالات”، بعد ذلك، عزمت على مواصلة رحلتي إلى مدريد للقاء «مع الزملاء» من هيئة تحرير “Atalayar”، وهي مجلة رقمية إسبانية يتعاون معها منذ أكثر من عامين، وخطها التحريري ينتقد بشدة نظام الكابرانات الحاكم في الجزائر.

ويقول ذات الصحفي، أن وبعد وقت قصير من وصوله إلى العاصمة الكاتالونية على متن رحلة جوية من بروكسل، حاصرته عدة سيارات في شارع راسيت، بالقرب من شارع دياغونال، إذ تم اختطافه من قبل أربعة مجهولين ملثمين بينما كان يبحث عن عنوان.

ووفقا لشهادات الشهود التي تداولتها وسائل إعلام إسبانية، تم الزج بالمعارض الجزائري بالقوة داخل سيارة وسط الصراخ، وتم نقله بسرعة إلى جهة مجهولة.

 وقد تمت عملية تحرير عبود عن طريق الصدفة فبينما كان مختطفوه يستعدون لنقله على متن قارب نهري إلى يخت تمهيدا لنقله إلى الجزائر، باغتتهم مجموعة من الحرس المدني الإسباني كانوا في عملية منفصلة لإحباط تهريب مخدرات.

وعند ذلك أصيب المختطفون بالخوف فتركوا رهينتهم ولاذوا بالفرار، إلا أن عناصر الحرس المدني تمكنوا من توقيف اثنين منهم. بعدها تم نقل عبود إلى المستشفى لتلقي العلاج من العنف الجسدي والنفسي الذي تعرض له خلال تلك الساعات المروعة.

 وقد أكد التحقيق أن الجزائر تقف وراء اختطاف الناشط الجزائري. وعن سؤال طرحه صحفي بموقع لاكرونيكا على هشام عبود، “فهل تعتقد أنهم أرادوا قتلك في الجزائر أو رميك في مياه مضيق جبل طارق لجعلك تختفي؟ أجاب عبود:” لا يمكنني التكهن بنوايا الخاطفين. لكنني أؤكد أنهم قتلة مأجورون يتبعون للنظام الجزائري”.

وقال رشيد رهاء، رئيس الجمعية الأمازيغية العالمية، وهي منظمة غير حكومية مقرها بروكسل تدافع عن المصالح الثقافية للسكان الأمازيغ، بعد إطلاق سراح هشام عبود، في تصريح لذات الصحيفة، “إن المختطفين يعملون لصالح “أجهزة المخابرات التابعة للنظام العسكري الجزائري”.

وأكد عبود، مؤلف كتاب “مافيا الجنرالات”، الذي يفضح فيه فساد النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ عقود، أن الحكومة الجزائرية تضعه نصب أعينها وتتهمه بالإرهاب بسبب كتاباته ومواقفه الأيديولوجية. 

وقد صدرت في حق هشام عبود عدة مذكرات توقيف دولية من طرف قضاء النظام الجزائري، بسبب عدة إدانات تتعلق بكتاباته ومقاطع الفيديو الخاصة به على الشبكات الاجتماعية. وفي أتاليار، المجلة الإسبانية التي يتعاون معها، تحمل بعض مقالاته الأخيرة عناوين مثل الجزائر: “القمع يشتد بعد المحاكاة الانتخابية الساخرة في 7 شتنبر أو الجزائر: “انتخابات من أجل العرض”.

وقد قدم عبود شكاية رسمية بعد إطلاق سراحه، فيما لازال المختطفان الذين تم توقيفها، تحت تصرف المحكمة الابتدائية في ليبريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى