

فجأة وبدون سابق ترتيب خرج الى العلن خبر مجهول الهوية حول تعديل حكومي قريب تم الترويج له بشدة لغاية لا يعرفها الا من صنعوا هذه الإشاعة.
ومن خلال قراءة ولو سطحية للخبر المروج له سيتبين ومن الوهلة الأولى ان الخبر ولد في ظروف غامضة، وأن الجهة التي ولدته لم تظهر عليها علامات الحمل من قبل، وبالتالي فإن اغلب الذين آمنوا بصحته ينتمون الى الفئات التي تمني النفس بإقالة هذه الحكومة، لانها بكل بساطة أثقلت كاهل المغاربة بالزيادات المبالغ فيها في أثمنة المعيشة، ولأنها لا تحسن التواصل والإقناع من المواطنين.
لقد جاء في الخبر أن المعنيين بالتغيير الحكومي هم سبعة وزراء، ومن بينهم واحد ينتمي لوزراء السيادة، فمن يكون يا ترى هذا الوزير إذا ما افترضنا أن الخبر صحيح؟ فوزراء الداخلية والخارجية والأوقاف والصحة نالوا الثقة الملكية باستحقاق قبل تعيينهم في حكومة أخنوش، فلا مجال إذن للحديث عن رغبة مفاجئة في إبعاد احدهم،أما الوزير المنتدب في المالية فقد نال مؤخرا التنويه الملكي بصفته الثانية كرئيس للجامعة الملكية لكرة القدم، وذلك بمناسبة الانتصار العريض للمنتخب المغربي على نظيره الأنغولي، وتأهله السادس لنهائيات كأس العالم فضلا عن أنه اكثر نشاطا وفعالية من الوزيرة نادية فتاح.
ولعل أبرز سؤال استفهامي وجب طرحه على الجهة العالمة بحيثيات الترويج لهذا الخبر، هو: من أين لها الوصول الى مصدر ينبئها بالإرادة الملكية المتعلقة بتغيير وزير من وزراء السيادة في تعديل حكومي مفترض.
إن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها بغربال مهما ضاقت ثقوبه، هو أن حكومة عزيز أخنوش تعاني من تشردم مزمن، وتشتت خطير،قد يقضي عليها قبل أوان التعديل المفترض.فمن جهة يتم تسريب خبر حول تعديل افتراضي، ومن جهة أخرى يجتمع حزب الأصالة والمعاصرة في مأدبة فطور ليتسرب عن هذه المأدبة خبر آخر هو عبارة عن تهديد بانسحاب هذا الحزب من الحكومة.
إن المصير الذي آلت إليه حكومة أخنوش في ظل الاوضاع السيئة التي يعاني منها المواطن المغربي جراء الزيادات الملتهبة في أسعار المحروقات والخدمات والمواد الغذائية ينبئ بنهاية غير محمودة لحكومة عزيز أخنوش، الذي اختار إدارة الظهر للمغاربة عوض التواصل معهم ولو من باب تفسير الأوضاع الحالية.
نعم إن حكومة أخنوش تضج وتعج بالوزراء الذين يجب استبدالهم بسرعة لأنهم غير صالحين للمهام التي تقلدوها،وبالتالي فاختيارات أخنوش كانت غير صاىبة ومختلة بهذا الخصوص،إلا أن هذه الحكومة تضم وزراء يجتهدون من أجل إنجاح الرسالة التي أنيطت بهم.