الأخبارخارج الحدود

من يسعى إلى إيصال تونس إلى حافة “دولة فاشلة”؟

الخط :
إستمع للمقال

هدأت الأوضاع في تونس الشقيقة يوم السبت، بعد أسبوع من المظاهرات والاضطرابات والمواجهات مع رجال الأمن والممارسات الإجرامية التي استغلت الاضطرابات التي بدأت في مدينة القصرين، إثر وفاة عاطل بصعقة كهربائية، وانتقلت إلى مدن تونسية أخرى.

وإذا كان حظر التجول ليلا، الذي أعلنته الحكومة التونسية يوم الجمعة الماضي، قد ساهم في التهدئة، فإنه لم يكن العامل الوحيد. فقد شعر المتظاهرون، من الشباب العاطل أساسا، أن استمرار الاضطرابات لا يأتي بالحلول وإنما يعقد الوضع ويغلق الآفاق، وأن هناك استغلالا بشعا لمطالبهم من أجل إيصال تونس لحافة دولة فاشلة كما حدث في الجارة ليبيا خدمة لأهداف لا تلتقي مع هدفهم المتمثل في الحصول على مناصب شغل ودخل كريم والعيش في أمان.

وقد أكد اتحاد الشغل التونسي، الذي يقوم بدور أساسي في تونس منذ “ثورة القرنفل”، أن أموالا كانت توزع من أجل تشجيع بعض المتظاهرين على اللحاق بركب الفوضى والتخريب والمواجهة مع قوات الأمن، التي تصرفت بضبط النفس وتعرضت عناصرها لإصابات متفاوتة الخطورة خلال أسبوع من الاضطرابات. وقد اتهمت المركزية النقابية جهات أجنبية بالضلوع في تشجيع الفوضى والتخريب الذي انطلق باشتباك عناصر من الجيش مع إرهابيين بجبل السمامة قرب مدينة القصرين، وهو نفس موقف الرئيس التونسي باجي قايد السبسي الذي تخلى عن لغته الديبلوماسية ليعلن صراحة بأن “تونس مستهدفة”.

مستهدفة من من؟

عناصر الجواب يقدمها مقال صادر في جريدة الصباح التونسية يشير ضمنا إلى أن أعمال النهب والسرقة وتخريب المقرات العمومية يرجح أن يكون بإيعاز من “أطراف تسعى إلى بث الفوضى وجر البلاد إلى التطاحن والتقاتل تنفيذا لأجندات أصحابها المغتاظين من النموذج التونسي السلمي والديمقراطي ، ومن البعض ممن ضاقوا درعا باستقرار البلاد بما لا يخدم مصالحهم الدولية والإقليمية ” ، وهو مايذهب في اتجاه ماذهبت إليه المركزية النقابية وماورد ضمنا على لسان الرئيس الشيخ الذي حاول تجنيب بلاده الأسوأ بمبادرات متعددة، ومنها تأسيس حزب نداء تونس المتفكك حاليا بسبب أنانيات لاتراعي حرج المرحلة التي تمربها البلاد.

يبدو أن الإخوة التونسيين يعيشون بين المطرقة والسندان، ولذلك يسعون إلى البحث عن السلم مع محيط يتراوح بين الانهيار الشامل وبين التدحرج نحو الهاوية. وذلك كي تتأتى لهم إمكانية استعادة الاستقرار وتجاوز عوامل الإنهاك الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. لكن مسعاهم ذاك تواجهه تحديات يصعب عليهم وحدهم رفعها، ولذلك بدأوا يخرجون عن صمتهم ويعلنون للعالم أن تونس مستهدفة، ويطلبون مساعدة أصدقاء تونس. وهو طلب يجب أن يستمع له كل من يعنيهم مستقبل هذا البلد بتوفير الدعم الأمني في مواجهة الإرهاب والاختراق والممارسات الإجرامية ذات الأسباب الداخلية أو المأجورة والدعم الاقتصادي لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة وخلق مناصب الشغل.

من باب العمى السياسي والاستراتيجي بالنسبة لكل دول المنطقة ترك تونس عرضة لخطر السقوط في فخ الدول الفاشلة، لأنه لو حصل سيكون مآل حوض البحر الأبيض المتوسط كله سيئا للغاية ، ليس فقط نتيجة تدفق موجات المهاجرين، وهو ما يشغل الأوروبيين، بل نتيجة الأزمات المتعددة التي يمكن أن تنفجر ومن بينها أزمة الديمقراطية وأزمة التعايش السلمي بين البلدان والشعوب والأقوام والديانات… وللدول المغاربية مسؤولية يجب أن تتحملها في هذا الإطار تفعيلا لاتفاقية مراكش المؤسسة لاتحاد المغرب العربي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إذا أنتم تسألون : (من يسعي إلى إيصال تونس إلى حافة دولة فاشلة ؟) فأنا أسألكم أيها الإعلاميون لماذا أنتم ساكتون عن ما تبذله جماعة العدل والإحسان وحركة 20 فيراير من جهود حثيثة ومن محاولات متواصلة هدفهما الوحيد في ذالك هو إيصال المغرب إلى ما وصلت إليه تونس وسوريا وغيرها من الدول التي دمرها الربيع العربي لا لا بل الحمق العربي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى