موسم أصيلة الثقافي يناقش علاقة الفن بالمؤسسات المختصة في تدبير الشأن الفني

نظمت مؤسسة منتدى أصيلة، يومه الجمعة، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي في دورته الحالية ندوة فنية تحت عنوان “المؤسسة الفنية: المفهوم والإنجاز”، شارك فيها العديد من الفنانين والمبدعين والنقاد، وذلك بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بمدينة أصيلة.
وفي هذا السياق قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة حاتم البطيوي، في كلمته، إنه حين اختار موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته السادسة والأربعين أن يفرد في دورته الخريفية حيزا بارزا للندوات الفنية، بعد عقود من الممارسة الإبداعية في مشاغله وفضاءاته العمومية، فقد فعل ذلك ليضع الفن التشكيلي، كما كان عليه الأمر في دورتين سابقتين في مكانته اللائقة، داخل التراكم الفعلي والطموح الجمالي.
وأوضح البطيوي، أنه لا شك أن الفن المعاصر يعكس، في مجمل تحولاته، المجتمع وثقافته، وأسئلته الكبرى حول الهوية، والبيئة، والعدالة، والتقنية، والحدود، وغيرها، ومع تزايد تعقيد هذه القضايا، وتعدد وسائط التعبير الفني، برزت المؤسسات الفنية من متاحف، وأروقة عرض، وإقامات فنية، ومراكز ثقافية، ومؤسسات خاصة، بوصفها ركائز أساسية في دعم الفنانين والتيارات المعاصرة عبر العالم.
وأضاف، أنه من المعلوم أن هذه المؤسسات تعمل على احتضان التجارب الجديدة التي تحدت الأشكال التقليدية للفن، من خلال توفير فضاءات عرض حرة ومتعددة التخصصات، تساعد على تفاعل الفنون البصرية مع الأداء، والموسيقى، والوسائط الرقمية، فمثلًا، يسهم متحف مومـا في نيويورك، ومركز بومبيدو في باريس، في توثيق ومواكبة تطور الفنون المفاهيمية والرقمية، فيما تلعب بيناليات الفن مثل بينالي البندقية ودوكومينتا في كاسل، دورًا محوريًا في إبراز التنوع الثقافي، وتوسيع مفهوم الفن المعاصر ليشمل رؤى من الجنوب العالمي.
وفضلًا عن ذلك، يشير البطيوي، إلى أن هذه المؤسسات تنهض بدور داعم اقتصاديًا وجماليًا، إذ تتيح برامج الإقامة الفنية، والتمويل، والمنح الدراسية، فرصًا للفنانين للتجريب والتبادل الثقافي، وتشجع البحث النقدي في الفن، كما تعمل على تأطير الجمهور وتثقيفه، عبر تنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل، التي تسهم في بناء وعي بصري وفكري، يعزز علاقة المجتمع بالفن، ويجعله شريكًا في إنتاج المعنى.
وقال البطيوي، إنه انطلاقا من هذا الدور، تبرز هذه المؤسسات بوصفها مساهمة في تحقيق العدالة الثقافية، من خلال دعم أصوات الفنانين المنحدرين من خلفيات غير غربية، ما يمنح الفن المعاصر بعدًا عالميًا متعدد الأصوات، ومع صعود قضايا البيئة، والذكاء الاصطناعي، والهجرة، أصبحت المؤسسات الفنية منصات للنقاش والتفاعل، تتقاطع فيها الرؤية الجمالية مع الالتزام الاجتماعي والسياسي.
من جانبه أكد منسق الندوة، الأكاديمي والناقد شرف الدين ماجدولين في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أنه تم خلال الندوة تداول علاقة الفن بالمؤسسات المختصة في تدبير الشأن الفني، من متاحف وأروقة ومعاهد لتدريس الفنون، وإقامات فنية.
وأضاف شرف الدين ماجدولين في تصريحه، أنه تمت مناقشة، كيف أصبحت هذه المؤسسات اليوم، منتجة للمفاهيم والأساليب والتوجهات، خلافا لما كان عليه الوضع في السابق، حيث كان الأمر نابعا من خيال الفنان واجتهاده الفردي.
وتابع، أنه تم اقتراح هذا السؤال، لأن الأمر بات مقلقا إلى حد ما، لأن المؤسسة هي التي قد تنتج أسماء فنية، وليس المهم هي موهبة الفنان أو المبدع.





