
أنهت الأسواق العالمية تعاملات الأسبوع الماضي على وقع سيء للغاية، وهو المنحى السلبي الذي ما يزال مستمرا لليوم الاثنين، حيث تعرضت المؤشرات لأكبر انهيار لها منذ جائحة كورونا، فيما تتعمق الخسائر اليوم بشكل لافت.
ووفقا لصحيفة “إلباييس” الإسبانية فإنه ومع غياب أي بوادر للتعافي، هبط مؤشر “إيبكس” الإسباني بأكثر من 6% مقتربا من مستوى 11,600 نقطة، والانخفاضات شملت جميع الأسواق الأوروبية، إذ تراجعت البورصة الألمانية بنسبة 6.5%، والفرنسية بنسبة 6.3%، والبريطانية بـ5%، كما انخفض مؤشر “يورو ستوكس 50” بنسبة 6.4%.
ويبدو أن اليوم سيكون يوما أسود في جميع الأسواق، حيث تلقت البورصات الآسيوية ضربات قاسية تراوحت بين 7% و12%، في حين تشير العقود الآجلة في وول ستريت إلى تراجعات بحوالي 4.5%.
وفقا للصحيفة ذاتها، الهزة امتدت إلى أصول أخرى؛ فقد استمر العائد على السندات في التراجع، وضعف الدولار، بينما هبطت أسعار النفط بنسبة 4% ليستقر سعر خام برنت عند 63 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات.
وأضاف المصدر أن المستثمرين لا يرون أي مؤشرات للتهدئة التي ينتظرونها، مثل تلميحات لبدء مفاوضات جديدة أو حتى تأجيل مؤقت من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تنفيذ خطته الجمركية، بل على العكس، قلل ترامب من أهمية موجة البيع العنيفة في الأسواق، وأكد تمسكه بموقفه قائلاً: “أحياناً علينا أن نتناول الدواء لحل المشكلة”، في إشارة إلى الرسوم الجمركية.
من جهتها، أعلنت الصين بالفعل عن رد قوي على الإجراءات الأميركية، وتستعد -بحسب وكالة بلومبيرغ– لإطلاق حزمة تحفيز اقتصادي، بينما تناقش أوروبا خطواتها المضادة.
وأوردت “إلباييس” أن الحرب التجارية باتت ذات طابع عالمي، ولا تظهر أي علامات للتهدئة. وإذا لم يحدث تدخل ما، فسيبدأ تنفيذ الرسوم الجديدة التي أعلن عنها ترامب يوم الأربعاء المقبل في 9 أبريل، مشيرة إلى أن الخوف من ركود عالمي يتزايد، حيث رفعت مؤسسة “غولدمان ساكس” صباح اليوم نسبة احتمال وقوع ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى 45%.
ومن جهة أخرى، القطاع البنكي الإسباني كان من بين القطاعات الأكثر تضررا، حيث خسر سهم “ساباديل” 9% و”سانتاندر” 7.7%، ونفس النسبة تقريبا لـ”بي بي في إيه”، وفي القطاعات الأخرى، تراجعت شركة “إندرا” بنسبة 9.88%، وشركة الطيران “IAG” بنسبة 9.25%. ولم تسجّل أي شركة أرباحا، بينما تراوحت الخسائر الدنيا بين 3% لشركات مثل “Redeia وLaboratorios Rovi وPuig”.
وفي أوروبا، شهدت المؤشرات انخفاضات كبيرة، وصلت إلى 9% في ألمانيا، و7% في “يورو ستوكس 50”. وشهدت بورصات القارة الأوروبية تراجعات حادة فاقت 10% في عدة شركات، خصوصا تلك المرتبطة بقطاع الدفاع مثل “Rheinmetall” (11%)، وقطاعات صناعية أخرى مثل “Alstom”، وبعض شركات التكنولوجيا مثل “Atos” وشركة الطيران “Airbus” التي تراجعت بنسبة 10.2%.
أما في نيويورك، فالعقود الآجلة تشير إلى تراجع بـ4.5%، وبين الخميس والجمعة، فقدت “وول ستريت” أكثر من 10% من قيمتها السوقية، ما يعادل خمسة تريليونات دولار (حوالي 4.5 تريليونات يورو)، وهي قيمة تفوق الناتج المحلي السنوي لكل من إسبانيا وفرنسا مجتمعين.