هذه خلفيات الصراع الخفي بين بنكيران و أفتاتي

كسر عبد العزيز أفتاتي، البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية المثير للجدل، رويات عبد الإله بنكيران الأمين العام لذات الحزب، مفادها أن كل أعضاء حزبه على قلب رجل واحد، لكن العلاقة بين الرجلين ليست على ما يرام منذ زمان، ففي كل مرة لا يخفي  بنكيران تضايقه من تصرفات أفتاتي، التي أصبحت تحرج الحزب المحافظ أمام الدولة.

     »»إقرأ أيضا: بنكيران يجمد عضوية أفتاتي في كافة هيئات الحزب

هي جملة من خلفيات الصراع الخفي بين قيادات حزب “المصباح” إنتهت بقرار مفاجئ يوم أمس الإثنين في إجتماع إستثنائي للأمانة العامة للحزب، يقضي  بتجميد عضوية أفتاتي في كافة أجهزة الحزب، فهل يتعلق الأمر بمناورة سياسية للحزب الإسلامي، أم أن الأمور تتخد مسارات أخرى تهدد وحدة الحزب الحاكم.

أفتاتي … المجدوب

لم يلبث بنكيران في كل مناسبة ذكر فيها أفتاتي، وفي خرجاته الإعلامية من توجيه ضرباته له، والتقليص من حجمه وإستصغاره، حيث قال فيه يوما “عنداكم يصحاب ليكم بأن أفتاتي دماغ، فهو على قد الحال وغا مجدوب، عندو حساب فاتحو بوحدو، كيفيق الصباح كيقلب على من يشير، شي نهار يشير على راسو، وأنا قلتها ليه”، لم ترق هذه التصريحات التي تحمل نبرة “تهديدية” لأفتاتي، التي رد عليها بقوله “ليس لدي الوقت لمتابعة كل مايقوله ويقوم به بنكيران”.

بالرجوع إلى الوراء، نجد أن أفتاتي تسبب في إحراج بنكيران ومثوله أمام مصالح وزارة الداخلية لتبرير الفعلة الشادة التي قام بها نائب حزبه، عنذما أراد الإستقواء بدولة أجنبية، بتوجيهه رسالة إلى سفير فرنسا في شأن واقعة إعتداء تعرض لها زميل له في الحزب ومستشار ببلدية وجدة، حسب ما أوردته يومية العلم في عدد اليوم 2 يونيو.

أفتاتي يحاكم بنكيران

في ظل هذه الحرب الخفية، وكلما أتاحت الفرصة لأفتاتي إلا ورد الصاع صعين لبنكيران وهو رئيسا للحكومة، وأبرز الضربات عندما قرر أفتاتي بصفته رئيسا لقسم النزاهة والشفافية بالحزب جر بنكيران،  إلى التحقيق أمام محكمة الحزب على خلفية ما نشر في منابر صحفية، يشير إلى استفادة مطبعة “طوب بريس” والتي توجد في ملكية بنكيران، وهي الفضيحة التي فجرها موقع برلمان.كوم أنذاك.

حيث إستفاذ بنكيران من دعم حكومي خلال السنتين الماضية والحالية، يفوق 21 مليون سنتيم من أجل طبع كتب ومنشورات قادة حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي حركة “التوحيد والإصلاح”، وهو ما يتعارض مع القانون التنظيمي للحكومة الذي يمنع استفادة أعضائها من إعانات وصفقات الدولة، حسب ما أوردته يومية الأخبار في عدد يوم 20 مارس.

وفي خرجة إعلامية قوية أخرى لأفتاتي، قال فيها “أن الجميع يعرف أن علاقتي ببنكيران على قد الحال، ومعنديش معاه”، في رد على الضجة التي أثارها خبر زيارته لمناطق حدودية عسكرية ممنوعة على المدنين الذهاب إليها، والتي زعموا فيها أن الامر يتعلق بمهمة سرية كلفتهم بها رئاسة الحكومة، وهي الزيارة التي بررت بها الأمانة العامة لحزب “المصباح” قرار تجميد عضوية أفتاتي في كافة هيئات الحزب.

موازين وحرب القيم

النقطة التي أفاضت الكأس، تتعلق مهاجمة أفتاتي لبنكيران وحمله المسؤولية الكاملة لما وصفه ب”البؤس” الذي وقع في إحدى سهرات مهرجان موازين التي أحيتها المغنية الأمريكية “جنيفر لوبيز” وبتثها القناة الثانية، كما طالب أفتاتي باستقالة زميله في الحزب مصطفى الخلفي وزير الإتصال والناطق الرسمي بإسم الحكومة، وهو ما إعتبرته قيادات “البيجيدي” تشويش من الداخل على بنكيران.

   »»إقرأ أيضا: البيجيدي يطالب بفتح تحقيق في بث حفل جي لو على دوزيم

وفي تعليقه على عدم متابعته لتلك السهرة المثيرة التي فجرت “حرب القيم” بين الحداثيين والمحافظين، قال أفتاتي “أنا متنقصرش مع الدولة العميقة والموازية باش ما نتناقضش مع راسي”.

بنكيران وإستئصال الورم

هذه الحرب التي تدور رحاها بين أفتاتي وبنكيران عمقتها نية بنكيران في إبعاده خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة، وهو ما تفطن له أفتاتي عندما حضر بنكيران لمأدبة عشاء فاخرة قام بها رجل أعمال معروف في مجال العقار بمدينة وجدة، وهي إشارة قوية لتزكية هذا الأخير في الإنتخابات المقبلة وتحييد أفتاتي، في أفق إبعاده النهائي عن الحزب، وبهذا يكون بنكيران أنهى مهمة تخلصه من رجل مقلق لراحته.

مقالات ذات صلة:

◊ حزب بنكيران يشوش على جولة الملك الإفريقية 

◊ النائبة ماء العينين و قلة الأدب