

قبل يومين نشر عميل نظام العسكر الجزائري، المعلق الرياضي حفيظ دراجي مقالا بموقع “الجزائر الآن” بعنوان “كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب!!” أقرّ فيه بأحقية المغرب في تعويض غينيا وتنظيم النسخة القادمة من كأس أفريقيا مطلع سنة 2025، باعتبار أن ملفه قوي بما يتوفر عليه من ملاعب وبنيات تحتية.
وقال دراجي أن سيناريو منح المغرب تنظيم دورة 2025 كما كان مبرمجا حتى قبل تقديم الملفات على حد تعبيره، يتأكد كل يوم، خصوصا بعد تأجيل الموعد الرسمي لاختيار البلدان الثلاثة المنظمة لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، مشيرا إلى أن اختيار المغرب تم وسيتم حتى قبل معاينة مرافق البلدان المرشحة، وقبل اجتماع اللجنة التنفيذية للتصويت على البلد المنظم، مضيفا كذلك أنه سيتم إرضاء الجزائر بمنحها تنظيم بطولة 2027، ومنح نيجيريا وبنين دورة 2029.
وبالرغم من علمه جيدا بقوة ملف المغرب الذي استطاع إنجاح بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة التي حطمت أرقاما قياسيا لم يسبق تحقيقها، رغم منحه شرف تنظيمها في اللحظات الأخيرة التي سبقت تاريخ بداية البطولة، حاول عميل نظام الكابرانات الترويج لبروباغندا قادته في الجيش الجزائري الحاكم، والمبنية على نظرية المؤامرة وأن المغرب سينال شرف تنظيم كان 2025 بسبب نفوذه في الكاف، في وقت يعلم الجميع أن ملف المغرب هو الأقوى من ضمن كل الملفات المرشحة.
ومعلوم أن مقالات وتدوينات حفيظ دراجي أصبحت تخضع لسلطة رئاسة تحرير يقودها قادة العسكر الجزائري، هؤلاء الذين أصبحوا يحركونه كما يشاؤون بعدما نال رضاهم وعفوهم، وهو الذي كان يهاجمهم قبل سنوات وكان ممنوعا من الدخول للجزائر، ما يفسر بأن الكابرانات تيقنوا جيدا أن حملاتهم الإعلامية وإشاعاتهم والبروباغندا التي يعتمدونها للتأثير على الكاف لم ولن تؤتي فاعليتها، الشيء الذي جعلهم يقرون عبر عميلهم دراجي بأن المغرب هو الأحق والأقرب لتنظيم الكان المقبل، وبالتالي تمهيد الجزائريين لتقبل قرار الكاف، وهم الذين أوهموهم سابقا بأن الجزائر هي من ستحظى بتنظيم دورة 2025 لأنها قوة ضاربة، ظهرت قوتها في عدم قدرتها على التحكم في تنظيم حركة الجماهير بجنبات الملاعب التي احتضنت مباريات المنتخب الجزائري في الشان الأخير الذي فازت به السنيغال باستحقاق.
يظهر جليا إذن أن الجزائر أدركت جيدا أنها غير قادرة على منافسة المغرب للظفر باحتضان كأس إفريقيا 2025، خصوصا وأن إنجازاته الأخيرة كرويا من خلال المنتخب والأندية وكذا التطور الكبير في بنياته التحتية والأهم استقراره السياسي والاجتماعي والتي تغيب في الجارة الشرقية، وهي الحقائق الموجودة في الواقع والتي لا يمكن للأبواق الإعلامية لنظام العسكر إنكارها، تجعله مرشحا أقوى وبدون منافس لنيل شرف تنظيم هذه الدورة.