هل أصبحت مهنة الصحافة "زطاطا" لدخول الملاعب والمؤتمرات؟ – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

5:14 - 6 مارس 2023

هل أصبحت مهنة الصحافة “زطاطا” لدخول الملاعب والمؤتمرات؟

برلمان.كوم

في البداية لابد من الإشارة لمعنى كلمة زطاط، وهو شخص كان يلجأ إليه التجار في “عهد السيبة”، وهي مرحلة مر بها المغرب أثناء حقبة الاستعمار، لكي يساعدهم على تأمين وصول سلعهم بأمان إلى الأماكن التي يقصدونها، كي لا يعترضهم قطاع الطرق. فالزطاطة في مغرب الاستعمار كانت أكثر تبسيطا عندما يتعلق الأمر ب”الزطاط”، بحيث أن مهمته كانت واضحة ومعروفة، إذ يتفق مع المسافرين ليجتاز بهم طريقا معينة مقابل مبلغ مالي يؤدونه له على خدمته هاته، لذلك فقد كان وصول هؤلاء التجار والمسافرين للأماكن التي يقصدونها مرتبط بالزطاط.

ويبدو أن مهنة الصحافة التي تتخبط في مجموعة من المشاكل أولها ولوج كل من هب ودب لممارستها، قد أصبحت “زطاطا” لدخول الملاعب والمؤتمرات، وهو ما كشفته واقعة دخول البرلماني والقيادي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، هشام أيت منا، لملعب محمد الخامس خلال مباراة الوداد البيضاوي وبيترو أتليتكو الأنغولي، أول أمس الجمعة، باعتماد صحافي بالرغم من أنه لا تربطه أية علاقة بهذا المجال.

وفور نشر صورة لهشام أيت منا، ب”بادج” خاص بالصحافيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض لوابل من الانتقاذات بسبب هذا التصرف، خصوصا أولا لأنه استغل صفة “صحافي”، وثانيا لإقدامه على النزول للملعب في تحدّ لقوانين الكونفيدرالية الإفريقية، بالرغم أنه لا تربطه أية علاقة بأطراف المباراة المسموح لهم بالتواجد على أرضية الملعب وفق قوانين الكاف.

وقد أثار تصرف أيت منا أيضا استغراب عدد من الصحفيين كون الاعتمادات الصحافية الخاصة بتغطية المباريات تمنح حسب بعد الشروط التي تحددها الجهات المسؤولة عن التواصل داخل الفرق، وهنا يطرح التساؤل كيف حصل أيت منا على هذا الاعتماد من طرف الجهة المكلفة داخل فريق الوداد الرياضي، ومن سمح له بالولوج إلى أرضية الملعب خصوصا وأن الأمر يتطلب مساطر إدارية معينة.

ولم يكتف أيت منا بواقعة انتحاله لصفة صحافي والنزول لأرضية الملعب في مباراة الوداد في العصبة الإفريقية، بل حاول أن يعيد الكرّة مرة أخرى أمس السبت، خلال مباراة الرجاء البيضاوي وشباب المحمدية ضمن البطولة الاحترافية المغربية، بعدما حاول اقتحام أرضية الملعب بعد نزوله من المدرجات، لكن هذه المرة تم منعه من طرف الجهات المنظمة ولم يسمح له بذلك.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *