الأخبارسياسةمستجدات

هل أصبح ابن كيران وصيًّا على السياسة في المغرب؟

الخط :
إستمع للمقال

في غمرة خرجاته “المثيرة للجدل”، لا يتوانى رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عن ركوب خطاب “النصح” وتوجيه “الوصايا”، ووضع معايير لتمييز من يصلح للسياسة في المغرب عمن لا يصلح لها، موجها كلامه للوزراء والسياسيين، وذلك بالرغم من الانتقادات التي توجه إليه هو بدوره، والتي من شأنها التشكيك في المكانة “الاعتبارية” والموقع “الأخلاقي” اللذين يعطيهما لنفسه، لكي يمرر خطاباته تلك.

وقد انتبه رواد التواصل الاجتماعي والمتتبعون للشأن السياسي المغربي لهذه النفحة التي تخيم على خرجات ابن كيران، والتي بدأت تتواتر منذ أشهر، خصوصا بعد صمت دخل في أطواره فور إعفائه من مهام تشكيل حكومة ثانية برئاسته، منذ شهر مارس من سنة 2017، إثر صدور بلاغ من الديوان الملكي يفيد بذلك، بسبب عدم قدرة “الزعيم” الملتحي على تشكيل حكومة بعد مرور زهاء خمسة أشهر على فوز حزبه بانتخابات أكتوبر 2016.

وفي هذا الصدد، تساءل “برلمان.كوم” عن الأسباب والدوافع التي تجعل عبد الإله بن كيران يتعاطى لهذا النوع من الخطابات، سواء الموجهة لحزبه، أو لباقي الأحزاب الأخرى، ليوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، عمر الشرقاوي، أن ابن كيران رجل مولع بالسلطة، وباحث عن الأضواء، ومصر على أن يبقى في المشهد السياسي بأية طريقة”، مضيفا أن “ابن كيران لا يفهم بأن السياسي في النهاية لديه عمر محدد، لأنه لا توجد ديمومة ولا يوجد خلود في السياسية، وما ابن كيران إلا وجه من وجوه السياسة في البلاد”.

وأكد ذات المتحدث في تصريح خص به “برلمان.كوم”، أن “ابن كيران لم يهضم بعد الطريقة التي خرج بها من المشهد السياسي، ولذلك؛ فهو في كل لحظة يلعب الكل للكل للعودة إلى المشهد السياسي، ولو كيفما كانت الطريقة”، مشددا على “أنه يتحول من خلال خرجاته إلى مؤسسة للتنقيط، من خلال تصنيفه لوزراء إلى وضيع وجيد، أو الدعوة إلى التعاون مع هذا الوزير، أو دعوة آخر إلى الابتعاد عن السياسية”، وهو ما يجعل ابن كيران بحسب الباحث ذاته يتحول إلى “شخصية افتراضية تعود إلى السياسة من باب اللايفات الفيسبوكية”.

وأفاد الباحث المهتم بالحقل السياسي بالمغرب أن “ابن كيران مايزال يعتبر نفسه رئيسا للحكومة، ومايزال يعتبر نفسه مسؤولا عن الحزب، وهذه أفكار لا يمكن لابن كيران أن ينزعها من رأسه بسهولة، لأنه يعتقد بأن له دورا في تحديد الحلفاء والخصوم وتنقيط الفعل السياسي، وكل ذلك بمنطق الشيخ والزعيم”، مؤكدا أن “ابن كيران قد استغل ضعف التنافسية السياسية والموت السياسي لعدد من القوى التي كانت تملأ المجال السياسي، مستغلا هذا الواقع للظهور بمظهر الزعيم، بحيث كانت اللحظة التي ظهر فيها مليئة بمنافسين ينافسونه بطريقة بهلوانية”.

ونبه ذات المتحدث إلى أنه “إن لم يتم ملء الفراغات السياسية من فاعلين سياسيين فإن ابن كيران سيظل يقوم بنفس الممارسة، من خلال الفضاء الأزرق، لأن لحظة الفراغ السياسي التي تسبب فيها ابن كيران لما كان رئيسا للحكومة، جعلت الكل بات ينتظر خرجاته المذكورة”، مؤكدا على أنه في خضم هذه الخرجات لا يمكننا “الحديث عن السياسي ابن كيران بعيدا عن الفقيه ابن كيران والدعوي ابن كيران، لأن الوصايا ومحاولات التنقيط هي جزء من عقيدته، وأنه يعتبر نفسه فوق الفاعلين السياسيين، بحيث تسمح له مرجعيته بتحديد المؤمن من الشيطان، اليميني من اليساري، والحداثي من المحافظ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى