الأخبارسياسة

هل يجر حزب المصباح علاقات المغرب الدولية لكهف مظلم؟

الخط :
إستمع للمقال

برلمان

أثار الخلفي حفيظة دبلوماسيين مكسيك على خلفية تصريحات سابقة داخل قبة البرلمان، متعلقة بتحول القنوات العمومية لمواخير للمكسيك، مع أنه استدرك بعد ذلك وقال بأن كلامه حرف عن سياقه ورمى بالمسؤولية في شباك الصحافة، وقبله ندد رئيس الحكومة بالانقلاب في مصر وانضم لصفوف مناضلي حزبه ليرفع شارة رابعة ويستنكر مجازر الجيش، ليصعد بعد قليل عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم، ويفرض واقع وجوده، كما أن مؤازرة وموادة العثماني لإخوان الكويت قد دفعت بأميرها لاستدعاء القائم بالاعمال المغربي لديها. فهل يجر حزب المصباح علاقات المغرب لكهف مظلم؟ أم انه بتبنيه مواقفه الواضحة الصارمة و”الاخلاقية” حسب تعبيره، يخرجنا من الظلمات الى النور.

ان التباين الذي يظهر بين خطي سياسة الدولة، يجعل المتتبعين في حيرة من امرهم، فتبني بنكيران كرئيس حكومة وواجهة “ثانوية للمغرب” موقفا مناهضا للحكام الجدد بمصر، نتج عنه تغيبه عن حفل تنصيب االسيسي، ولكن الدولة بعثت مزوار بدله مهنئة العسكري بالمنصب الرئاسي، مع عدم الايغال في مباركة الحدث، بتغيب الملك عن الاحتفالية، في رسالة للراسخين في الدبلوماسية لحزب المصباح بالسباحة وفق التيار، تفاديا للغرق.

فبراغماتية المؤسسة الملكية، تقضي بعدم خسارة الحلفاء، خصوصا وأن البلاد بحاجة لكل الدعم الممكن في كل قضاياها ولا داعي ل”تطفيش” الاصدقاء والحلفاء الدوليين بتصريحات هائجة، والذي بيته من زجاج لا يرشق الاخرين بالحجارة. لذلك فان غياب بنكيران، وذهاب مزوار، واكتفاء الملك بالهاتف، شد للعصا من الوسط، وحفاظ على شعرة معاوية، وتنصيع لوجه الديمقراطية وتنوع الاراء في المغرب، فمن له هذه القدرة على اسقاط كل هاته العصافير بحجر واحد صغير؟

بعيدا عن الاحكام المسبقة، التي تدين تهور وتنطع حكومة بنكيران او مواقفه الواضحة وضميره الحي، وبعيدا عن انتقاد عدم ثبات موقف المؤسسة العليا أو امتداح دهائها، فانه من الواجب تجنب سقطات مماثلة، حيث أن الجرة التي سلمت هذه المرة، لن تكون ضمن حدود السيطرة في ظروف اخرى، وإن التزين بعدد من أقلام الماكياج المتباعدة الالوان، قد ينتج في النهاية وجها قبيحا منفرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى