اخبار المغربمجتمعمستجدات

هوس علي لمرابط.. بين الجهل والهذيان

الخط :
إستمع للمقال

يبدو أن علي لمرابط أصبح مهووسا بموقع برلمان.كوم، حتى أنه أصبح من أشد المتابعين الذين يواظبون على مشاهدة كل جديد يحفل به برنامج الزميلة بدرية عطا الله.

وهذا مؤشر إيجابي في حد ذاته، لأننا في موقع برلمان كوم وإن كنا نواجه الخطأ، فإنني لا نكره المخطئين، وإن كنا نتصدى لمرض الأخبار الزائفة والعدمية فإننا لا نقصي ولا نعدم المرضى مثل علي لمرابط، الذي يبقى مُرَحبا به في خانة زوار الموقع ومتابعي برنامج الزميلة بدرية.

فالظاهر أنه كلما نشر موقع “برلمان.كوم” مقالا أو تسجيلا يعالج قضايا تتقاطع مع اهتمامات الرأي العام الوطني، إلا وسارع علي لمرابط للتدوين الافتراضي ونشر فيديو يتفاعل فيه مع موقع برلمان، وكأننا أصبحنا مادته الدسمة التي ينهل منها أفكاره ويقتات من بقاياها الراسبة في مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن الراجح هو أن علي لمرابط يتعذر عليه مجاراة موقع برلمان، أو يستعصي عليه فهم مقاصده ورسائله، إما بسبب قصور عقل علي لمرابط، أو ربما بسبب دخوله أحيانا في نوبة من الهذيان المتقطع، وهو ما يجعله يزيغ عن فهم المجرى العادي والطبيعي للأحداث.

أخنوش.. وفرانسوا بايرو.

لم يفهم علي لمرابط، وهو في جهله معذور، السبب الذي دفع الزميلة بدرية عطا الله للتنديد ب “نكوص وسلبية” عزيز أخنوش في تهنئة موظفي الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بعد نجاحهم الباهر في تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي.

فهذيان علي لمرابط وهوسه، صورا له كلام الزميلة بدرية وكأنه استهداف بالوكالة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، وذهب في استيهاماته تلك بعيدا وأسّس عليها نظريات ومؤامرات وانقلابات وهمية تمتح من جنون الرجل وهلوساته المرضية.

فالزميلة بدرية عطا الله، عندما تحدثت عن سلبية عزيز أخنوش إنما كانت تستحضر موقفا مختلفا اتخذه الوزير الأول الفرنسي فرانسوا بايرو، الذي أشاد عاليا بالشرطة الفرنسية بعد عملية توقيف المواطن الفرنسي من أصل جزائري محمد عمارة برومانيا.

ورغم أن جميع إجراءات التوقيف والملاحقة باشرتها مصالح الأمن برومانيا، وأن دور الشرطة الفرنسية اقتصر فقط على التنسيق وتبادل المعلومات، إلا أن الوزير الأول الفرنسي، ومعه النخبة السياسية الفرنسية، خرجوا جميعا للتنويه بشرطة بلادهم، معتبرين بأن توقيف المتهم الفار من العدالة “هو إنجاز أمني رائع”.

وفي المقابل، ورغم خطورة الخلية الإرهابية الأخيرة التي فكّكها الأمن المغربي، والتي كانت تبحث عن توسيع نفوذ داعش في إفريقيا والمغرب الأقصى، وتعتزم القيام بتفجيرات واغتيالات بأسلحة حربية، لم يخرج رئيس الحكومة عزيز أخنوش للتنويه والإشادة بمصالح الأمن المغربية، مثلما فعل ذلك فرانسوا بايرو مع شرطة بلاده في قضية هي أقل بكثير من حيث الأهمية والخطورة!

فهل عزيز أخنوش لا يقدر سلامة المغاربة التي سهرت الشرطة المغربية على صونها من عبث الإرهابيين؟ أم أنه لا يقدر قيمة الأمن وتحييد مخاطر الإرهاب على التنمية والاقتصاد والسياحة ببلادنا؟

فهذا هو السبب الذي جعل الزميلة بدرية تسلط الضوء على “سلبية” عزيز أخنوش، لأنها عاينت كيف سارع زميله الفرنسي فرانسوا بايرو إلى حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي، ليشيد وينوه بدور مصالح الأمن ببلاده في قضية لم تكن هي المتدخلة الأساسية في نجاحها! لكنه اختار التنويه والإشادة وليس السكوت والنكوص مثلما فعل عزيز أخنوش في النسخة المغربية.

لكن المؤكد أن علي لمرابط لم يستطع فهم هذه التقاطعات، واستعصى عليه كذلك خلق مؤشرات التقارب بين حادثين متزامنين، لهما نفس الوقائع ولكنهما اختلفا في الرسائل. ولعل هذا ما جعله يخرج مهرولا شريدا ليهاجم الزميلة بدرية عطا الله، لأنه لم يكن يعلم تماما بأن الحديث عن “سلبية” عزيز أخنوش جاء في سياق متزامن مع “إيجابية” فرانسوا بايرو.

كراهية مبنية على النوع الاجتماعي!

لقد كشف علي لمرابط عن عقدة نفسية دفينة إزاء الزميلة بدرية عطا الله، ومن خلالها ضد النساء عموما.

فلم يكتف علي لمرابط بالتعليق على المحتوى الذي تقدم الزميلة الصحفية، كما لم يقتصر على مقارعة أفكارها بأفكار مغايرة، وإنما هوى في براثن السباب والتجريح والاستهجان على أساس المظهر الجسدي وفيزيولوجيا الزميلة.

وقد تجسم علي لمرابط في صورة الكاره للنساء الذي يعاني من عقدة “الميسوجينيا misogyne”، خصوصا عندما انبرى يقدم صورة نمطية مريضة على النساء، بعدما أسدل أوصافا فيزيولوجية وتشبيهات جسدية على الزميلة الصحفية دون حتى أن يناقشها في أفكارها والمحتوى الذي تقدمه.

وهذا وحده كاف ليعطينا صورة واضحة عن من هو علي لمرابط الذي يتدثر برداء الصحافة ! فإذا كان المنطق والقانون يسمحان بالنقد والانتقاد ومقارعة الفكر بالفكر ، فإن رسالة الإمام الشافعي لتلميذه يونس الصفدي شددت منذ قرون خلت على أن “انتقاد القول لا يعفي من احترام القائل”! فهلا وصلت الرسالة لعلي لمرابط؟

وبصرف النظر عن كل مظاهر الجهل التي أبان عنها علي لمرابط، وساديته إزاء النساء، وقصوره الفكري في فهم تقاطعات الأحداث الدولية المتزامنة، إلا أننا في موقع برلمان سعداء لأننا نجحنا في محو غبش “الجهل” الذي اكتنف تحليلات علي لمرابط، وإن كنا لا نحب الجاهلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى