

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الخميس، حفلا تكريميا للمرحوم العلاّمة الموريتاني “محمد المختار ولد ابّاه”، بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
وتميّز الحفل التكريمي، بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، قبل أن يتناول الكلمة بالمناسبة، مجموعة من العلماء الأجلاء من ضمنهم أحمد سعيد ولد باه رئيس جامعة شنقيط العصرية، وعبد العزيز أوعسري مدير الشؤؤن الإسلامية بوزارة الأوقاف و شؤون الإسلامية، الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين، الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)حيث أجمعت المداخلات، على المكانة الدينية للعلامة الراحل الدكتور محمد المختار ولد اباه، وحسن سيرته ودماثة أخلاقه، وإستحضروا دوره البارز وتضحياته طيلة حياته في سبيل الوعظ والإرشاد، وتأطير الأجيال.
وفي هذا الصدد، نوه أحمد سعيد ولد باه، بهذه المبادرة التي تحتفي بمسار ناجح مبني على المثابرة والوطنية والإخلاص، للمرحوم العلاّمة الموريتاني “محمد المختار ولد ابّاه”، في سبيل الوعظ الديني وتأطير الأجيال بالمنطقة طيلة عقود من الزمن.
وأبرز أحمد سعيد ولد باه في تصريح لموقع ”برلمان.كوم“، أن كتاب ترجمة معاني القران الكريم كان له مكانة خاصة في وجدان الوالد والذي كان يقول دائما ”لو لم أقم إلا بهذا العمل فقط لكفاني في حياتي“، مؤكداً أن رحلة حياة الشيخ الدكتور العلامة محمد المختار ولد اباه، كانت مرفوقة بإرادة وعزيمة وإيمان صادق من الراحل ومن ومساعديه في دعم مشروعه الفكري و الحضاري.
وأوضح ذات المتحدث، أن هذا اللقاء يعتبر مناسبة نستذكر فيها حصيلة عمر وتجربة حياة الوالد رحمة الله عليه، من خلال استحضار الجانب المهني الذي تولى فيه إنشاء وتسيير مؤسسات علمية في موريتانيا والعالم الإسلامي، وكذا المستوى العلمي البارز من خلال حجم وغزارة الإنتاج العلمي وكذا تنوعه سواء الجوانب الفقهية واللغوية والدراسات القرآنية والتاريخ، وأيضا ما يتعلق بالترجمات.
من جهته، أكد الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين، في تصريح لموقع ”برلمان.كوم“ أن تكريم العلامة الدكتور محمد المختار ولد ابّاه، يأتي تقديرا وعرفانا لمسار طويل من العلم والمعرفة والعطاء والعمل الإنساني لهذا المناضل.
وأعرب الدكتور حمداتي شبيهنا عن اعتزازه لمعرفة المحتفى به والقرب منه، مؤكدا أنه كان دائما رجل الكلمة الصادقة والطيبة ورجل المواقف سواء الدينية أو المجتمعية أو العلمية، مشيرا إلى أن هذه الشخصية “الموسوعية” هو “أهل لهذا التكريم وأكثر”.
ويأتي هذا التكريم بتعاون مع مؤسسة دار الحديث الحسنية تحت شعار “الدكتور محمد المختار ولد ابّاه.. شيخ العلوم وقدوة الأجيال”. كما تأتي أيضا بالموازاة مع الدروس الحسنية التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس خلال شهر رمضان الفضيل.
ولد الشيخ المختار ولد اباه سنة 1924م في بوتليمت بموريتانيا من أسرة علم وعلماء، وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا تخصص فلسفة، التحق بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث تابع دراسته الجامعية، ثم توج بعد ذلك مسيرته الجامعية الأكاديمية بحصوله عام 1975م على دكتوراه دولة من جامعة السوربون في باريس حول التشريع الإسلامي في موريتانيا.
تقلد المرحوم ولد اباه مجموعة من المناصب والوظائف في الحقل الديني والجامعي والتربوي والسياسي والإعلامي منها رئيس أمناء جامعة شنقيط العصرية في نواكشوط، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موريتانيا، كما اشتغل أستاذا في دار الحديث الحسنية بالرباط بالإضافة إلى مناصب أخرى في موريتانيا وخارجها.
ترك الدكتور محمد المختار ولد اباه وراءه مؤلفات عديدة باللغتين العربية والفرنسية في مجالات متعددة وفنون مختلفة، منها ثمانية كتب فى علوم القرآن من أبرزها، كتاب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، و كتاب تاريخ القراءات في المشرق والمغرب، بالإضافة إلى كتب ودراسات ومقالات في مجال الفكر الإسلامي والتربية والفقه وأصوله وفي ميدان اللغة والأدب والشعر.