
أقدم وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ، مصطفى الخلفي ، على سحب العدد الخاص من المجلة العلمية “علوم ومستقبل” (Sciences et Avenir) المخصص لموضوع “الله والعلم” من السوق التي طرح فيها منذ منتصف دجنبر2015.
وقد عبرت المجلة الفرنسية عن استغرابها وأسفها لقرار المنع الصادر في حق هذا العدد وللمبررات التي قدمتها وزارة الاتصال لتبرير المنع.
وحسب مديرة المجلة، فإن المنع برر بكون العدد تضمن صور مجسمين صغيرين أنجزا في القرن السادس عشر مرافقتين لسيرة شهيرة للنبي محمد كتبت باللغة العربية ثلاثة قرون قبل ذلك واعتمدت بدورها على نص كتب بين القرنين الثامن والتاسع الميلاديين.
والمجسمان المعنيان يوجدان حسب المجلة بمتحف في إسطنبول بتركيا.
وقد عبرت مديرة المجلة العلمية عن احتجاجها الشديد على هذا المنع الذي يلحق ضررا بالمجلة وبالعدد الذي خصص جزء منه لأصل الأديان وليس للإسلام وحده واعتمد على مساهمات علماء ومفكرين وفلاسفة شاركوا في ندوة نظمتها المجلة سنة 2015.
منع مجلة علمية لها صيتها من التوزيع ومصادرة عددها المطروح في السوق حدث بالغ الخطورة ومسيء لسمعة المغرب في الساحة الدولية، فالرقابة لا تنصب في هذه الحالة على كاريكاتور مسيء للرسول، وهو التبرير الذي سيق لمنع عدد من الجرائد في وقت سابق، بل على مجلة علمية بعيدة كل البعد عن الكاريكاتور، فهل نتوقع تسلط الرقابة على المجلات والكتب العلمية من منطلق رؤية محددة للدين من الآن فصاعدا؟
ومعلوم أن مصطفى الخلفي كان دائما من أشد المتحمسين لمعركة القيم ضد الحداثة والحداثيين، وسبق له أن صرح لإذاعة أمريكية ولمجلة “اقتصاد ومقاولة ” المغربية أنه معجب بتجربة الرئيس بوش الابن في هذا المجال وأكد أنها كانت ناجحة، وهو نجاح مؤكد بعد صعود الفاشيين ( تي بارتي) وسيطرتهم على الحزب الجمهوري الأمريكي.
ما يُخاف منه هو أن يفتح هذا الباب فتصبح كتب ومجلات الإخوان المسلمين ومن سار على دربهم هي المتاحة للمغاربة وأن تتم إعادة إحراق كتب ابن رشد.





